صالح النصر يكتُب: مناسبة الاحتفال بـ “المالد” في الماضي بمدينة المبرز

التعليقات: 4
صالح النصر يكتُب: مناسبة الاحتفال بـ “المالد” في الماضي بمدينة المبرز
صالح سعد النصر
https://wahhnews.com/?p=85017
صالح النصر يكتُب: مناسبة الاحتفال بـ “المالد” في الماضي بمدينة المبرز
الواحة نيوز

المقصود بكلمة المالد هو مولد رسولنا الكريم سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، ولايقتصر الاحتفال على زمن محدد بل يتم ذلك طوال العام وفي أية مناسبة سعيدة مثل السكن في بيت جديد أو بقدوم مسافر ( طارش ) مثل العودة من رحلة الحج أو بمناسبة زواج أو نذر الأم في حالة أن ابنها.

بدأ يمشي تعمل له مالد حيث يتم الاتفاق بين صاحبة المناسبة لإحياء الاحتفال في منزلها مع إحدى قارئات المالد ( المولد ) وتكون صاحبة صوت جميل وتحدد لها اليوم وتتفق معها أيضا على المبلغ المالي وبعد ذلك تدعو النساء من الأقارب والجيران بالفريج عن طريق العزامة.

وفي اليوم المحدد تبدأ قارئة المالد بآيات الذكر الحكيم ثم تسرد سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم العطرة وذكر نسبه الشريف وصفاته الخَلْقية والخُلُقية ومعجزاته الخالدة وكفاحه وكذلك ذكر عبارات الإطراء والمديح فيه عن طريق أبيات شعرية ملحنة وتواشيح موزونة سهلة الألفاظ ، ويكون ذلك مصحوبا بالضرب على الطار (هو دف دائري مرقوم – مسدود بالجلد من جهة واحدة ) مع ترديد كافة الحاضرات بعدها لتلك الأدعية والتواشيح مع الصفقات المنتظمة وهن متمايلات وبعضهن تخنقها العبرة ( تبكي ) نتيجة التفاعل أثناء الترديد وبعد كل مقطع يتم ترديد الأبيات الثلاثية التالية :-

عطر اللهم قبرة الكريم بعرف شذى من صلاة وتسليم .
اللهم صل وسلم وبارك عليه.

ويقول الدكتور سمير بن عبدالرحمن الضامر في كتابه البشتختة بهذا الصدد أن صاحبة المناسبة تقدم واجب الضيافة للحاضرات فمثلا توزع الحب ( اللب ) الشمسي والفصفص والهبيد ( الشري) والمكسرات المتنوعة ( السبال – (الفرل السوداني ) والنقل والجوز والبيذان ( اللوز )والنخج ( الحمص ) والبرميت والملبس وتوزع الورود والمشموم ( الريحان ) الحساوي.

وتطوف على الحاضرات بالمرش لتعطيرهن بماء الورد والطيب والمسك والشخوط ( مكون من الزعفران والورد المجفف المحمدي والريحان ) وكذلك المباخر التي بها العود الصنفي أو بخور القرص الحساوي الدائري الشكل وتشعل أعواد العنبر والجميع يكثرن من الصلاة والسلام على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم انتهى كلامه .

وأتذكر ونحن في سن صغير يسمح لنا بحضور تلك المناسبات يتم توزيع الشربت ( عصير الرمان ) أوعصير اللومي الحساوي – الليمون ( الجميد ) في الشكية ( حاملة الكؤوس ) وكذلك توزع علينا النقود المعدنية ( قطعة الأربعة قروش ) وكانت النقود بالماضي تسمى بالطوال والاسم مأخوذ من عملة الطويلة الحساوية شبيهة مشبك الشعر وهي ثلاثة أنماط ذهبية وفضية ونحاسية وبعض ميسورات الحال تقدم وجبتي الغداء و العشاء للمدعوات .

هذا والرجال كذلك يحيون حفلات المالد بحفلات دينية في ذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لكن بصورة أكثر توسعًا من النساء . وفي الجزء الثاني بإذن الله تعالى نذكر أسماء أشهر قارئات المالد بالمبرز وكذلك بعض الأبيات الشعرية والتواشيح والأدعية التي تنشد في هذا الاحتفال السعيد . رحم الله من رحل ممن حضر تلك الأيام الخوالي وأطال الله عمر من بقي .

المصادر:- 1- كتاب البشتخته تأليف الدكتور / سمير عبدالرحمن الضامر . 2- أ/ عبدالعزيز بن عبدالهادي العبدالهادي مدير إدارة شؤون المعلمين سابقا بمحافظة الاحساء .

شكر خاص للأستاذ
خالد عبدالله إبراهيم الحليبي .

 

التعليقات (٤) اضف تعليق

  1. ٤
    زائر

    شكرا اخي الكريم
    صحيح كلامك يسمى مولد اذا كانت فرحة للنبي
    او صحابته يقال مولد يعني حفلة او فرحة

  2. ٢
    زائر

    ذكريات جميله وقلوب نظيفه وبساطةً في الفكر والتعمل

  3. ١
    زائر

    ماشاءالله عليك يااستاذصالح
    معلوماتك قيمه.
    اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم

اترك تعليق على زائر الغاء الرد

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>