د. معصومة العبد الرضا تكتب: المجتمع القارئ.. مجتمع لا يُخدع بسهولة

التعليقات: 6
 د. معصومة العبد الرضا تكتب: المجتمع القارئ.. مجتمع لا يُخدع بسهولة
https://wahhnews.com/?p=82290
 د. معصومة العبد الرضا تكتب: المجتمع القارئ.. مجتمع لا يُخدع بسهولة
الواحة نيوز

في زمنٍ يتكاثر فيه الضجيج، وتتناسل فيه الأكاذيب على هيئة حقائق، تصبح القراءة ليست ترفًا ثقافيًا، بل ضرورة للبقاء.
حين يقرأ الفرد، يصبح أقوى من الموجة، أذكى من الخدعة، وأعمق من العنوان.
أما حين يغيب الوعي، ويموت الحبر في الذاكرة…
يولد مجتمع هش، هش أمام الشائعات، هش أمام الفتن، هش أمام كل من يصرخ ويبدو واثقًا.
القراءة ليست هواية… إنها درعك الأول في لحظةٍ عابرة، قد يخدعك إعلام، أو يسوقك إعلان، أو تُضللك فتوى، أو يُقنعك جاهل.
لكن إن كنت قارئًا، لن تُسلّم عقلك بسهولة.
القارئ لا يبتلع الأخبار، بل يُمضغها بفكر.
لا يُؤمن بالخرافة لمجرد انتشارها، ولا يَنجرف وراء التيار، لأنه ببساطة: لا يخاف من التفكير.
من الفرد إلى الأمة: القراءة تحمي الجميع
أمّة لا تقرأ، هي أمة مستعمَرة حتى وإن رفعت راية الاستقلال.
لأن الجهل الذي يسكن في العقول أخطر من الاستعمار الذي يحتلّ الأرض.
حين لا نقرأ:
• نُسلّم آراءنا لأي متحدث.
• وننقل الأكاذيب دون وعي.
• ونتحول إلى نسخ متكررة لا تفكر.
لكن حين نقرأ، نُضيء أنفسنا ومجتمعنا… ونُصبح أقوى من التحريض وأرقى من التضليل.
القارئ حرّ… القارئ عميق… القارئ لا يُستَعبد.
القراءة ليست طقسًا للنخبة، بل أداة لتحرير العقل.
• اقرأ في الدين… لتعبد الله على بصيرة.
• اقرأ في التاريخ… لتفهم الحاضر وتغيّر المستقبل.
• اقرأ في القانون… لتحمي نفسك.
• اقرأ في الأدب… لتتعلم كيف تحب وتتكلم وتشعر.
• اقرأ في الفلسفة… لتتعلّم كيف تسأل، لا كيف تُلقّن.
كل سطر تقرأه هو خطوة نحو وعي أكبر.
وطن يقرأ… وطن لا يُخدع
في ظل التحولات الكبرى التي تعيشها مملكتنا الحبيبة، نحتاج إلى وعي يواكب النهضة، لا يعيقها.
نحتاج إلى أجيال:
• تقرأ قبل أن تُصدّق.
• وتفكّر قبل أن تُعلّق.
• وتسأل قبل أن تتّبع.
الوطن لا يُبنى فقط بالبنية التحتية… بل بالبنية الفكرية.
ولن نملكها إلا إذا صارت القراءة أسلوب حياة لا مناسبة سنوية.
من مكتبتي… تبدأ الحكاية
ولأنني أؤمن أن المعرفة تُنبت الحياة، وأن الكلمة لا تكتمل إلا حين تُشارك،
فإني أفتح قلبي ورفوف مكتبتي:
مكتبتي بين أيديكم…
استعيروا منها ما شئتم، واقرأوا فيها ما شئتم، وامنحوها حياة جديدة في عيون قارئ جديد.
كل كتاب يُقرأ من بعدي، هو صوتٌ آخر لرحلة التغيير، وكل قارئٍ يخطو إلى رفٍ منها، هو شريك لي في بناء وطن لا يُخدع، ومجتمع لا يُستَغفل، بل يُفكّر… ويُضيء… وينهض.
ختامًا: اقرأ… ثم قرّر، لا العكس
لا تُجامل جهلك، ولا تؤجل وعيك.
اقرأ… لأن الوطن يحتاجك واثقًا، لا تابعًا.
قارئًا، لا مكرّرًا.
مواطنًا حرًا، لا مستهلكًا لما يُملى عليه.
اقرأ… وكن أنت البداية

التعليقات (٦) اضف تعليق

  1. ٦
    Elvira Cleveland

    Hey, your offer is interesting, please contact us with more detials we would like to make order, text us on whatsapp:
    +48 504 723 648

  2. ٥
    محمد المسيلم

    القراءة تقوية للذاكرة وتنشيطها.
    ماشاءالله تبارك الرحمن مواضيعك روعة د. معصومة

  3. ٤
    زائر

    انت رائعة دكتورة نظرة متقدمة لاهمية القراءة بس ياريت نوهتي عن نوع القراءة فالثقافة تتعمق من نفس جنسها فاذاكانت القراءة في كتب متخلفة وقراءة الاساطير تتعمق الثقافة التخلف والغكس إذا كانت القراة تنويرية يكون الإنسان فعلاً محصن

    • ٣
      زائر

      شكرا جزيلا .. أتفق معك القراءة غذاء الروح كما الطعام غذاء الجسد ومثلما نختار الطعام الجيد أيضا نختار الكتب الجيدة التي تقوم فكرنا وتصنع وطنيتنا بطريقة فاعلة .

  4. ٢
    زائر

    كلامك صحيح وبيض الله وجهك
    بس على مدى سنين طويلة جدا خدوعون تجار الدين او رجال الدين كافة خدعوا أجدادنا واباؤونا خدعوا أجيال
    وصلوا إلى القمة ومكانهم اصلا في الحظيظ ومازالون يخدعوننا

    • ١
      زائر

      لك كل الامتنان .. وماهي الخدعة ؟ لنتلاقح الفكرة .

اترك تعليق على زائر الغاء الرد

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>