أوضح نائب رئيس الجمعية التعاونية للثروة الحيوانية بالأحساء الدكتور “ياسين الرمضان” أن السلالات الوراثية هي مجموعة من الكائنات الحية التي تنتمي إلى نفس النوع ولكنها تشترك في خصائص وراثية معينة لا توجد في أعضاء آخرين من نفس النوع.
وأضاف الدكتور “الرمضان”: “تستخدم التكنولوجيا النووية في رسم خرائط لجينومات الماشية، وتيسر الخرائط الهجينية الإشعاعية العالية الاستبانة تجميع الجينوم من خلال ترتيب الجينات والواسمات الجينية ترتيباً صحيحًا على طول الكروموسومات، وقد اكتمل رسم خريطة هجينية إشعاعية عالية الاستبانة لجينوم الماعز بالكامل، ويجري الآن العمل على رسم خريطة مماثلة للإبل”.
كما يُستخدم أسلوب الكشف عن الواسمات الحيوية القائم على النظائر المشعة في التثبت من صحة التقنيات المستخدمة في التشخيص المبكر للحمل في الأبقار.
وأشار إلى “التلقيح الصناعي” كتقنية حديثة للمحافظة على السلالات الوراثية، وذلك بتلقيح آلاف الأبقار والماشية بالجرعات المنوية المجمدة على مدى سنوات طويلة.
وأكد الدكتور “الرمضان” أن “نقل الأجنة” يعتبر من أهم التقنيات العلمية المستخدمة حديثاً لزيادة أعداد ورفع الكفاءة الإنتاجية للمواشي في العالم.
وتعتمد تقنية “نقل الأجنة” على الاستفادة القصوى من الأمهات المميزة وراثياً وإنتاجياً، وذلك بالحصول على عدد كبير من البويضات المخصبة – حوالى 20 بويضة مخصبة في المحاولة الواحدة – بعد تحفيز التبويض بحقنها بهرمونات خاصة، ثم يتم تلقيح الأم بسائل منوي من ذكر مميز وراثياً، وبعدها يتم تجميع هذه البويضات المخصبة التي تنتمى وراثياً للأم والأب الأساسين، وفي اليوم السادس إلى الثامن بعد التلقيح، يتم نقل الأجنة الصغيرة لأمهات عادية ليست مميزة وراثياً ولا إنتاجياً لتكمل فيها فترة الحمل حتى الولادة.
وأرجع الفائدة من مجال تقنية نقل الأجنة في الحيوان إلى الحصول على عدد كبير – حوالى 12 في الأبقار – من الأبناء من الأم الواحدة المميزة في السنة، مما يتيح الآتي:
أ- الزيادة السريعة للسلالات النادرة.
ب- الإكثار من السلالات المحلية المرغوب فيها على حساب السلالات المستوردة.
ج- الإسراع من عمليات التحسين الوراثي.
ولفت النظر إلى إمكانية إنتاج سلالات محسنة وراثيا باستخدام تقنية نقل الاجنة، وذلك باستيراد وتصدير الأجنة بدلاً من قطعان الماشية، ومع نمو وتطور طرق حفظ الأجنة عن طريق التجميد في النيتروجين السائل عند درجة حرارة 196- درجة مئوية، أصبح ممكناً نقل قطيع كامل من الماشية على شكل أجنة مجمدة داخل حاوية (ترمس صغير) به نيتروجين سائل.
وتتميز عملية “نقل الأجنة” في المزايا التالية:
1- تخفيض هائل في نفقات النقل، فقد ثبت أن تكلفة نقل قطيع كامل من الماشية على شكل أجنة مجمدة أقل من تكلفة نقل حيوان حي واحد.
2- التخلص من احتمال دخول أمراض جديدة، حيث ثبت أن الجنين في عمر النقل ( 6-7 أيام ) لا ينقل الأمراض حتى لو كانت الأم المعطية مصابة بالمرض.
3- اتساع رقعة استيراد الماشية ذات الصفات الوراثية المتميزة، خاصة من تلك الدول التي تحظر توريد الحيوانات الحية من أجل الاحتفاظ بتلك المميزات.
4- القدرة الكبيرة للحيوانات الصغيرة المولودة نتيجة نقل الأجنة المستوردة لمستقبلات محلية على التأقلم مع الظروف البيئية المحلية، من حيث درجة الحرارة والرطوبة، وكذلك اكتساب مناعة ضد الأمراض المحلية الموجودة عن طريق التغذية على لبن السرسوب للأم المحتوي على الأجسام المناعية لهذه الأمراض.
5- إمكانية علاج بعض مسببات العقم باستخدام طريقة نقل الأجنة، حيث تم علاج الكثير من الحالات التي تعاني من انخفاض الخصوبة والعقم، وشملت هذه الحالات التهاب وتقيح الرحم، كما أن الحيوانات التي تعانى من التهاب أو انسداد قناة المبيض يمكن استخدامها كمستقبلات.
جاء ذلك على هامش دورة تدريبية بعنوان “أهمية دور الجمعيات الزراعية في تنمية الثروة الحيوانية بالمملكة” نظمتها الجمعية التعاونية للثروة الحيوانية بالأحساء للأطباء والمساعدين البيطرين، يوم الإثنين الماضي في مركز التدريب الزراعي بالأحساء.