يُشكل الحنين إلى الماضي بكل تفاصيله سعادة وراحة نفسية للفرد والمجتمع، ولكن الخُطورة تمكن في إدمان استرجاع ذكريات الماضي والمبالغة فيها واعتبارها محور الارتكاز للهروب من مجريات الواقع وما يجري فيه، وعدم القدرة على التفاعل مع الحاضر والمستقبل، فمتلازمة النوستالجيا تُصيب الإنسان الذي يتصور أن الماضي بكل ما فيه من أحداث وعلاقات وتفاصيل وأشخاص أكثر متعة وبساطة وسهولة، وهي آلية دفاع يستخدمها العقل لتحسين الحالة النفسية والمزاجية للظروف الحالية التي يمر بها ولتعزيز الثقة بالنفس والنضج الاجتماعي.
والنوستالجيا حالة عاطفية يتم صناعتها وتشكيلها في إطار معين وضمن وقت ومكان محددين لاسترجاع مشاعر عابرة ولحظات سعيدة من الذاكرة والتخلص من المواقف والذكريات السلبية، وأن ما نسبته 80% من الناس يشعرون بالنوستالجيا مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، وهو مورد نفسي يحدث من خلال التذكيرات الصريحة بالماضي كما يحدث اليوم من استدعاء دراما خيوط المعازيب لحقبة زمنية من الستينيات أو العديد من الدراما بمختلف عناوينها وقضاياها الاجتماعية والدينية والتاريخية، وبعد هذا الاستعراض للنوستالجيا في وصفها شعورا رجعيا للماضي ومظهرا من مظاهر الحنين والأوقات التي شهد فيها مجتمع ما مراحل من التفكك أو التماسك الاجتماعي والاقتصادي، والجوانب الإيجابية والسلبية التي أحاطت أحداثه وتفاعلاته بين منحى رجعي وآخر تقدمي في منظومة جدلية إعادة هيكلة النوستالجيا في مجال الأعمال الدرامية.
فقد تكون النوستالجيا في العمل الدرامي المعاصر هي محاولة استعداء وإعادة قراءة الحاضر وفق نوستالجيا ذكريات الماضي وتسليط الضوء على قضاياه بأسلوب فني وبيئة تاريخية ممتعة وبسيطة بكل تفاصيلها، لتعكس صورة الحاضر بكل تعقيداته وصراعاته التي استمدها من خيوط الماضي وطور أساليبها في أنماط جديدة لا تختلف عما كانت عليه إلا في الشكل ويبقى مضمون القضية واحد مع اختلاف المسميات والتطور في الوسائل والأدوات والظروف مستغلة في ذلك نزعة الحنين لدى الفرد والجماهير إلى الماضي في اللاوعي الذي يصعب التحكم فيه وإدارته وتوجيه نحو الأفضل.
لقد بات الإنتاج الفني في الأعمال الدرامية العربية والخليجية في العقديين الأخيرين مهتما اهتماما بالغا بدراما الماضي في القضايا الاجتماعية والتاريخية والدينية، ومسلطًا الضوء عليها بشكل بالغ الأهمية نظرا لجماهيرية المشاهدة والمتابعة، وتحقيق الأرباح المادية والشهرة الفنية منها ،وقابلها ذلك بتعدد أجزاء الدراما موسم بعد آخر حتى ظهور البديل والانبهار به والانتقال إلى دراما جديدة تغوص في ماض تليد وأحداث تعود بالمشاهدين إلى الوراء في حالة من الإدمان أكثر منها في الوعي والشعور.
فمع بداية القرن الواحد والعشرين انزاح مفهوم النوستالجيا عن الحنين إلى مفردة “زمن الطيبين” وبات كل ماض أجمل مما قبله حتى يتحول الحاضر إلى ماض ونحاول البحث في أعماقه وتمحيص تجاربه ومحاولة استدعائه مرة أخرى للحاضر، حتى أصبح إدمان الماضي بكل تفاصيله هو مسؤوليتنا وكل همنا وشغفنا دون توازن في التفاعل مع الحاضر واكتشاف جماله وعيوبه، ودون غور المستقبل والتنبؤ بأحداثه وصناعة خياله بجودة فائقة، وسوف يظل الطلب الجماهيري على إنتاج الدراما أمام النوستالجيا التاريخية كأحد أهم أنواعها، والاستثمار في الماضي القريب أو البعيد وجعل المتلقي أمام خيار الاعتزاز بأمجاد الماضي على أمل تغيير الواقع من خلاله، أو بالنفور من الماضي والابتعاد عنه، في ظل غياب واضح وممنهج لمعالجة الحاضر باستشراف المستقبل والتقدم فيه.
أحسنت سيدي أبا محمد
👍🏼👍🏼👍🏼
رائعٌ وكُلُّ سطوركَ أروع !!
جميلَةٌ جداً وقفتُكَ على (( النوستالجيا )) وهو :
الحنين إلى الماضي
رغم مافيهِ من نقصٍ او أخطاء .
وأتَصوَّرُ جاء الحنينُ إلى الماضي وبالذَّات كما تفضلت سيدي خلال العقدين الماضيين في الدِّراما الخليجية
أتصور بسبب الإفراط الزائد في التَّرفِ المعيشي الذي سبَّبَ تُخمةً بَدَنيَّةً واجتماعيَّةً وسُلوكيَّةً حتَّى وَصلنا إلى ما وَصَلَ إليهِ أحدُ الخلفاء يقول :
(كُنتُ اذا جلستُ على الطعامِ لا أفرِّقُ بين المُرِّ والحُلو) !!
وكما قال الكاتب والاديب مصطفى الغيلاني اللبناني :
(( المُترفونَ ضُعفاءُ الأجسادِ ،ضعفاءُ الإرادة ، لا يعرفونَ للحياةِ مَعنى !
إذا دعوتَهم إلى تجفيف دمعةِ البُؤَساءِ ومواساةِ الفقراء، غَصَّت حُلُوقُهم ، وشَرِقُوا بِريقِهِم . . . ))
وكما قيل :
( نَفُرُّ من ألمِ الجوعِ إلى ألمِ الشَّبع ) !!
فيتبين أن الشَّبعَ والتَّرف فيه ألمٌ شديدٌ !! والكثيرٌ من أصحابِ هذا السلوك يريدون الخروج منه للحصول على السعادة وهو ما تفضَّلتَ به سيدي الحنين للماضي
( النوستاليجيا)
وفي نظري أن كلا العصرين العصر البسيط وعصرنا المُترف كلاهما يحمُلان الوجعَ والألم !!👌🏼👌🏼
وللحصول على الرَّاحة النَّفسيةِ والعيشِ الرَّغيد والمُتعةِ والسعادةِ وكأنهُ مَلِكٌ متربعٌ على عرشهِ لا يأتي ذلك إلاَّ إلاَّ إلاَّ
فقط ( بالرِّضا )
و ( بالقناعة ) !!!
وإلا سيظلُّ المُترفُ يلهثُ وراءَ السعادةِ في هذهِ الحياةِ ولن يَرتوي مِنها !!
والبسيط الجائِعُ سيظُّلُ يَركضُ للوصول إلى محطةِ التَّرفِ ولن يصلَ إليها وسيبقى الإثنانُ في دائرةِ الألمِ والحِرمَان !!!
تحياتي لجمال ينبوعك الأجمل سيدي
أبا محمد
👌🏼🙏🏻👌🏼🙏🏻👍🏼
❤️❤️❤️❤️❤️
بو حسن، ويش يمنعك من تكتب مقالة في صحيفة الواحة نوز
اكتب قصيدة شعيرية
في قمة الروعه الرد يحاكي الوجدان الواقع في هذه الايام
رد زكي يحاكي الوجدان
أحسنت سيدي أبا محمد
👍🏼👍🏼👍🏼
رائعٌ وكُلُّ سطوركَ أروع !!
جميلَةٌ جداً وقفتُكَ على (( النوستالجيا )) وهو :
الحنين إلى الماضي
رغم مافيهِ من نقصٍ او أخطاء .
وأتَصوَّرُ جاء الحنينُ إلى الماضي وبالذَّات كما تفضلت سيدي خلال العقدين الماضيين في الدِّراما الخليجية
أتصور بسبب الإفراط الزائد في التَّرفِ المعيشي الذي سبَّبَ تُخمةً بَدَنيَّةً واجتماعيَّةً وسُلوكيَّةً حتَّى وَصلنا إلى ما وَصَلَ إليهِ أحدُ الخلفاء يقول :
(كُنتُ اذا جلستُ على الطعامِ لا أفرِّقُ بين المُرِّ والحُلو) !!
وكما قال الكاتب والاديب مصطفى الغيلاني اللبناني :
(( المُترفونَ ضُعفاءُ الأجسادِ ،ضعفاءُ الإرادة ، لا يعرفونَ للحياةِ مَعنى !
إذا دعوتَهم إلى تجفيف دمعةِ البُؤَساءِ ومواساةِ الفقراء، غَصَّت حُلُوقُهم ، وشَرِقُوا بِريقِهِم . . . ))
وكما قيل :
( نَفُرُّ من ألمِ الجوعِ إلى ألمِ الشَّبع ) !!
فيتبين أن الشَّبعَ والتَّرف فيه ألمٌ شديدٌ !! والكثيرٌ من أصحابِ هذا السلوك يريدون الخروج منه للحصول على السعادة وهو ما تفضَّلتَ به سيدي الحنين للماضي
( النوستاليجيا)
وفي نظري أن كلا العصرين العصر البسيط وعصرنا المُترف كلاهما يحمُلان الوجعَ والألم !!👌🏼👌🏼
وللحصول على الرَّاحة النَّفسيةِ والعيشِ الرَّغيد والمُتعةِ والسعادةِ وكأنهُ مَلِكٌ متربعٌ على عرشهِ لا يأتي ذلك إلاَّ إلاَّ إلاَّ
فقط ( بالرِّضا )
و ( بالقناعة ) !!!
وإلا سيظلُّ المُترفُ يلهثُ وراءَ السعادةِ في هذهِ الحياةِ ولن يَرتوي مِنها !!
والبسيط الجائِعُ سيظُّلُ يَركضُ للوصول إلى محطةِ التَّرفِ ولن يصلَ إليها وسيبقى الإثنانُ في دائرةِ الألمِ والحِرمَان !!!
تحياتي لجمال ينبوعك الأجمل سيدي
أبا محمد
👌🏼🙏🏻👌🏼🙏🏻👍🏼
❤️❤️❤️❤️❤️
أخوك ومحبك / إبراهيم حسن الحسين . أبوحسن
.
مقال رائع جداً كجمالك سيد بكر الذي حدثني عنه والدي
أستاذ إبراهيم الحسين
مقال رائع جداً و هذا من جمالك سيد بكر الذي كان يُحدثني عنهُ والدي أستاذ _ إبراهيم الحسين
اللهجةالتي استخدمت اقرب لهااهل قريةالحليلية وعلى ذلك لاتعمم على اللهجةعلى جميع سكان الاحساء مدنهاوقراهاوضواحيهاتختلف كل منهم عن الاخري العيون لهم لهجةوالطرف الهفوف المبرزالى اخرةفعلى ذلك المخرج والكاتب اخفق لتصنيف وتعميم اللهجة على الجميع ومعانيها ودلالتهاوفصاحتهاحتى من حي الى حي اخرتجدفيه اختلاف في اللهجة
انا من الحليلة، انت من وين
اللهجةالتي استخدمت اقرب لهااهل قريةالحليلية وعلى ذلك لاتعمم على اللهجةعلى جميع سكان الاحساء مدنهاوقراهاوضواحيهاتختلف كل منهم عن الاخري العيون لهم لهجةوالطرف الهفوف المبرزالى اخرةفعلى ذلك المخرج والكاتب اخفق لتصنيف وتعميم اللهجة على الجميع ومعانيها ودلالتهاوفصاحتها
سلام من الله عليكم عزيز سيد بكر.
ما تفضلت به في مقالك يشكل ركيزة مهمة في كيفية التوازن بين الموروث، والحاضر.
حيث جاء الحنين إلى الماضي بهذه القوة كردة فعل في منطقتنا على القفزات الغير متزنة بين الأمس واليوم نتيجة للطفرة الاقتصادية العائدة من عائدات النفط .
بارك الله فيك عزيزي على هذا المقال المهم ، و المطلوب في وقتنا الحاضر.
مع خالص تحياتي.🌷🌴⚘
جميل ورصد لحاله معاشة بشكل علمي ودقيق بكتابة مناسبة ورشيقه وممتعه ..
بومحمد عزيزي أبدي اعجابي ببصيرتك التي تغوص في النفس البشرية وتدرك خلجاتها فبأدبك الرفيع وبيانك الواضح فسرت النستلوجياً والتي كانت محور نقاش في بعض الجلسات الحوارية وانا فرد من يعارض النوسلوجيا والهيام بها فما هو تصنيفي النفسي ومدى الوعي هذا للحاطة ودمت بخير
اللهجةالتي استخدمت ليست مختصةلجميع سكان الاحساءوليست خاصةبهم. وغيرصحيح مفهوم خلط تجدفي اختلاف في اللهجةوالمعاني عن من ساكت في القرى وكل قربةمختلفةوكذلك المدن في الاحساءحتى يوجداخنلاف بين الاحياء