رفع سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، أبلغ عبارات التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-؛ بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ، ولعموم الشعب السعودي والمسلمين في كافة بقاع الأرض، داعيًا إلى استذكار نعمة الله -عز وجل- في بلوغ هذا الشهر الكريم، واستحضار ما أنعم الله به -عز وجل- على هذه البلاد المباركة التي قامت على أسس التوحيد الحنيف منذ بدأت قبل نحو 300 عام، ومنذ تأسيسها في صورتها الحديثة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-.
وقال سماحته في كلمة ضافية له: إن هذا الشهر الفضيل فيه خصوصية جليلة، نِعَم الرحمة والمغفرة والعتق من النار -بإذن الله تعالى-، وهي نِعَم من أجل النعم التي تستوجب على كل مسلم استثمار كل لحظة فيه، وخصوصًا وقد تيسرت -بفضل الله- في هذا الوطن الطاهر، بما سخره -عز وجل- على يد هذه القيادة الرشيدة المخلصة من أمن واستقرار وخير ورغد عيش مما يعين المسلم على العمل الصالح، والتوبة الصادقة، والإنابة إلى الله -عز وجل- في كل حالاته.
وحث سماحته عموم المسلمين في هذا الشهر المبارك على تعاهد مَن حولهم من ذوي الحاجة، ومن المتعففين، قائلاً: لقد وفرت هذا الحكومة الرشيدة سبل الخير الأمن، والتبرع السريع وفق أبسط الوسائل. وتعد هذه الأعمال الصالحة، والحرص على العبادات في وقتها، والمبادرة لها والتبكير، والحرص على النوافل، انعكاسًا لحرص العبد على نيل رضا ربه -عز وجل-، وبذل القرب لنيل الفضل العظيم، الذي وصفه رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بقوله في الحديث الصحيح: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه”.
وأضاف سماحته: إننا في حاضرنا هذا نعيش مرحلة كثيرة المتغيرات، مختلفة ومتباينة، ومتسارعة.. وقد ساهمت وسائل الاتصال الحديثة في الوصول للغير، كما سمحت للغير بذلك؛ فأصبح واجب الحرص أكبر، والحذر أكثر.. فحري بكل مسلم في هذا الشهر المبارك أن يستذكر بشكل أكبر تلك المسؤولية الكبيرة في بيته وأهله وتعامله مع كل من حوله. كما ورد في الحديث الشريف “كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والعبد راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته”، ثم يقول ﷺ: “ألا وكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته”.
ودعا سماحته لاستثمار هذا الشهر الفضيل بالمسارعة في فعل الخيرات؛ إذ وعد الله -عز وجل- عباده بخير الجزاء في قوله تعالى {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين}، ويقول سبحانه: {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}. موصيًا عموم المسلمين بضرورة تقوى الله -عز وجل-، واحتساب الأجر في الصيام والقيام، وقراءة القرآن، والاجتهاد في تلاوته وتدبره، وصلة الأرحام، والخلوص مما يكون في النفوس من شحناء وعداوات إلى تسامح وسمو، واغتنام الزمن بالذكر والطاعة، واستلهام سماحة الإسلام وتسامحه.
وأضاف: وإني في هذه الوصية لنفسي ولإخواني لأحمد الله أن بلغنا هذا الشهر الفضيل وبلادنا تنعم بقيادة رشيدة، ونعم فريدة، واجتماع للكلمة، ووحدة للصف، وخدمة متنامية في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، وتسخير الإمكانات، والجهود في ذلك.. وهذا لم يكن ليحصل لولا فضل الله وتوفيقه، ثم بفضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظهما الله وجزاهما خيرًا على ما يقدمان من معروف وإحسان في خدمة الإسلام وأهله.
وحذَّر سماحته من كل مَن أراد المساس بالدين والوحدة والاجتماع على القيادة، وعدم الالتفات لجاهل أو مغرض، واستلهام عمق ما أمرنا به الله -عز وجل- من خلال قوله تعالى: {وقولوا للناس حُسنا}، وقوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، وعمق قيم الإسلام التي تحذر من التنافر والبغضاء والفُرقة.
وختم سماحته بالدعاء للقيادة الرشيدة بأن يجزي الله -عز وجل- بفضله وكرمه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده خير الجزاء وأوفاه، وأن يجزيهما وحكومتهما خير الجزاء على كل جهودهم المخلصة لخدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا ومقدساتنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.