انطلقت النسخة السادسة من “مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار”، اليوم (الثلاثاء)، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض والذي تقام أعماله على مدار 3 أيام، وذلك بمشاركة مئات من الرؤساء التنفيذيين وقادة القطاع المالي والاستثمار.
ويعد هذا المؤتمر أكبر مبادرة اقتصادية تناقش مستقبل الاستثمار العالمي، وتنطلق هذا العام تحت شعار “الاستثمار في الإنسانية: تمكين نظام عالمي جديد”، وذلك بمشاركة 6 آلاف مشارك، و500 متحدث.
من جهته، قال محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس مجلس إدارة معهد مبادرة مستقبل الاستثمار، ياسر الرميان، إن المبادرة محرك للتعاون العالمي، ويشارك فيها أكثر من 50 دولة.
وبيّن الرميان أن الصناعات المختلفة مثل الاتصالات والصحة وقطاع التجزئة والقطاعات الأخرى تعد من العوامل الرئيسة التي أسهمت في الحراك العالمي، مشدداً على أن جائحة كورونا أسهمت في تسريع هذا الحراك الصناعي وهو ما قادنا إلى استغلال الفرص المتاحة.
وأكد أن في النظام العالمي الجديد فأن الأمر لم يعد يتعلق بالاقتصاد الكلي أو الجزئي حيث أصبح المجتمع يعيش في العالم الجيواقتصادي، لافتا إلى أن أسعار الفائدة تعود لمستوياتها ما قبل الأزمة المالية العالمية.
وتابع :”نرى أعلى معدلات تضخم منذ 40 عاما وأعلى معدلات الفائدة منذ الأزمة المالية العالمية 2008، ويمكننا أن نكون استباقيين لإدارة الأزمات، وجائحة كورونا ساعدت في استغلال الفرص”.
وأكد أن مبادرة مستقبل الاستثمار طورت مقياساً للحوكمة البيئية، كما سيناقش العديد من القضايا في نسخته الحالية، منوها بأن أرامكو طورت نظاما سيطلق في العام المقبل، وسيعمق فهم العالم للانبعاثات بشكل أكثر وضوحا، مضيفا أن صندوق الاستثمارات العامة يعد أول صندوق سيادي يصدر سندات خضراء، كما كان من أوائل من أطلق سوق الكربون الطوعي كأول مبادرة من نوعها أيضاً.
وشدد على ضرورة أن تهتم كل بلد بأن توفر سلسلة الإمدادات الخاصة بها، مضيفا أن المملكة تتطلع بأن يكون لديها 65% من سلسلة الإمدادات، تماشيا مع رؤية المملكة 2030.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة الاستثمار المستقبلي، ريتشارد آتياس، إن تكلفة الدخل والاحتباس الحراري يعدان أبرز التحديات التي يواجهها 50% من الأشخاص حول العالم، مضيفا أن المؤسسة أجرت تقريرًا حول مجابهة التحديات العالمية ويتطلعون لإيجاد حلول لها.
وأكد “آتياس”، خلال كلمته في المؤتمر، أن الأمان المالي يمثل تحديا كبيرا وفق استطلاع رأي أجري في الفترة الأخيرة، مشددا على ضرورة طرح أفكار جديدة للاستثمار في المستقبل.
من جانبه نبه مؤسس وعضو مجلس إدارة في شركة بريدج ووتر للاستثمار، راي داليو، إلى 3 أمور أساسية يعيشها العالم حاليا، وهي حجم الأموال والديون والصراعات الداخلية، والصراعات الدولية، مشددا على ضرورة أن تكون هناك تغيرات منهجية تحقق السلام والاستقرار والنزاهة والعدالة.
وأشاد رئيس شركة “Reliance Industries Ltd” بالعلاقات بين الهند والمملكة، مضيفا أن البلدين يعدان القوة الدافعة لقطاع الطاقة.
يذكر أن المؤتمر سيشهد عقد 180 جلسة، و30 ورشة عمل، و4 قمم مصغرة موزعة على أيام المؤتمر الثلاثة، ويستضيف المؤتمر خلال جلسات اليوم الحائزين على جائزة نوبل، وذلك لمناقشة حلول مستدامة لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان العالم.
كما سيتم مناقشة التحديات التي يطرحها النظام العالمي الجديد، والفرص التي تنشأ عنه، مثل إنشاء نظام اقتصادي يحسن نوعية الحياة للمواطنين حول العالم، كما ستعقد القمة الأولى في المؤتمر في اليوم الأول تحت شعار “صراع الأجيال”.
ويعقد في اليوم الثاني من المؤتمر قمة “اقتصاد الطاقة الجديد” حيث سيتحدث فيه متحدثون كبار لطرح رؤيتهم حول الوضع الحالي لقطاع التمويل والاقتصاد العالمي، ودور بعض الدول كاليابان في تمويل الطاقة المستدامة.
وستختتم أعمال المؤتمر بجلسة حول مستقبل الحوكمة البيئية والاجتماعية، بجانب قمم مصغرة حول صعود العملات الرقمية “الكريبتو” ومستقبل أفريقيا بمشاركة عدد من المتحدثين من الصين وهونغ كونغ لبحث أهمية الشراكة بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط.