لعبت الروائية التركية “إليف شافاق” بعامل الزمان والمكان في روايتها الصادرة عام 2009 م بعنوان “قواعد العشق الأربعون”، حيث سلطت الضوء على قصة حدثت مجرياتها عام 2008م لعائلة أمريكية تعيش في ولاية ماساشوستش الأمريكية تستدعي أخرى حدثت بين بغداد ودمشق وقونية في القرن الثالث عشر الميلادي.
وأوضحت عضو نادي فكر الثقافي، فاطمة الخليفة، خلال أمسية قدمتها أمسِ الثلاثاء لمناقشة رواية “قواعد العشق الأربعون”، أن الرواية تحكي قصتين في خطين زمنين مختلفين، جرت أحداث القصة الأولى عام 1244 م عن لقاء “شمس الدين التبريزي” برجل الدين “جلال الدين الرومي” وكيف كانوا قبلها ونهاية كل منهما.
وبينت أن القصة الثانية جرت أحداثها عام 2008م بين “إيلا روبنشتاين” الناقدة الأديبة والمحكمة لرواية “الكفر الحلو” للكتاب “عزيز زاهارا”، حين وجدت ضالتها معه كونه يمثل الصوفية التي دعا إليها شمس الدين التبريزي.
وأضافت أن الدرويش المتجول “شمس الدين التبريزي” يعد المعلم الروحي لرجل الدين “جلال الدين الرومي” بعد أن كسب الأخير من روحانيته وفلسفته ونظرته للحياة، وبعد اعتكافهما لمدة أربعين يومًا خرجا بأربعين قاعدة للعشق الإلهي، ويعتبر “جلال الدين الرومي” هو المؤسس للمولوية المعروفة اليوم برقصة الدراويش.
كما يرى علي البحراني “معلم”، أن رواية “قواعد العشق الأربعون” تحاكي حُوَار بين قصتين، وأبعاد مختلفة بين شخصيتين بالإمكان قرأتها بأكثر من توجه، تستخلص معاني وتناقش العديد من الأفكار الاجتماعية، وقضايا تمس الخطوط الحمراء كالاعتقاد والدين ورمزية رجل الدين.
وأضاف: “تأثير شخصية شمس الدين التبريزي التي ظهرت مع جلال الدين الرومي، حاولت تجريد الأخير ذو القامة العلمية الفقيه المحدث لشريحة كبيرة يمتلكها من الجَمهور، من كل ما هو مادي، وذلك للوصول إلى جوهر الدين وما اسماه “العشق الإلهي”.