انطلاقًا من حرص دارة الملك عبدالعزيز وعنايتها بتاريخ المملكة العربية السعودية، واهتمامها بالعلوم الجليلة، ومن ضمنها علوم القرآن الكريم. فقد أصدرت مؤخرًا كتابًا جديدًا ضمن سلسلة الرسائل الجامعية باسم (علوم القرآن في المملكة العربية السعودية جهود ومناهج)، من تأليف الدكتور فهد بن عبدالله العثمان.
ويتناول الكتاب جوانب خدمة المملكة العربية السعودية للقرآن الكريم وعنايتها بجميع العلوم التي تتصل به، ويسلط الضوء على جهود العلماء والباحثين في هذا العلم في عصرنا الحاضر، كما يدرس مناهج أشهر الكتب في علوم القرآن لأكثر من 300 مؤلف سعودي، حيث سلك المؤلف في ذلك المنهج الاستقرائي الوصفي النقدي في بحثه؛ وذلك لأن البحث يتناول حقبة زمنية محددة، في بقعة مكانية معينة.
كما فصَّل المؤلف الكتاب على أربعة فصول، تناول الأول جهود مؤسسات المملكة العربية السعودية في خدمة علوم القرآن الكريم، فيما تطرق الفصل الثاني إلى أشهر المؤلفات الجامعة لأنواع من علوم القرآن في المملكة، واستعرض في الفصل الثالث أشهر المؤلفات المفردة لأحد مباحث علوم القرآن في المملكة العربية السعودية، أما الفصل الرابع والأخير فقد تناول الرسائل الجامعية في علوم القرآن غير المطبوعة في أشهر الجامعات السعودية.
وأكد مؤلف الكتاب أنه من النادر أن يكون هناك عالم من علماء المملكة العربية السعودية إلا وله مشاركة وإسهام في علوم القرآن، مشيدًا بنظام التعليم في المملكة العربية السعودية المرتكز على العلم الشرعي الذي أسهم في ازدهار حركة التأليف في علوم القرآن؛ حيث إن كثيرًا من المؤلفات كان الأصل منها خدمة طلاب الجامعات أو تلبية طلب بعض المتخصصين.
كما أوصى الباحثين السعوديين من مختلف الجامعات بإتاحة رسائلهم الجامعية على الشبكة المعلوماتية، بالإضافة إلى التعاون مع المواقع المتخصصة في هذا المجال، لأجل الاستفادة منها وتيسير الوصول إليها، قائلاً: “إن ظهور الأثر النافع في الزمن المعاصر للباحثين السعوديين في علوم القرآن، واتساع دائرة التأثير العلمي بشكلٍ أكبر داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، جاء لما تمتلكه مؤلفاتهم من جِدّة ومعاصرة وتحرير، بعد أن كانت بوصلة الاهتمام والتأثير في الزمن القريب.