حازت محافظة الاحساء على مدار تاريخ المملكة على حرص ومتابعة ملوك البلاد ، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله ، حيث شهدت المحافظة عدة زيارات قام بها ملوك البلاد نتج عنها مشاريع وخطوات ساهمت في تنمية المحافظة وازدهارها مع نهضة المملكة
وبدات دائرة الاهتمام تكمن في زيارات الملك المؤسس للاحساء ، حيث سُجلت تلك الزيارات قبل وبعد تأسيس المملكة ، ومن أبرز تلك الزيارات ، الزيارة التي شهدت توقيع الملك عبدالعزيز وممثل الحكومة البريطانية المعاهدة التي عرفت بـ ” معاهدة العقير ” عام 1915م في ميناء العقير شرق الاحساء ، واعترف بموجبها الإنجليز بتبعية نجد والأحساء والقطيف والجبيل لحكم الملك عبدالعزيز ، كما زار الملك المؤسس ” الاحساء ” في عام 1936م ، حيث التقى فيها بـ” فريد دافيس ” رئيس مجلس إدارة شركة الزيت العربية الأمريكية وفيلكس دريفوس، وتحدث معهما حول تطور أعمال الشركة ونتائج التنقيب ، وكانت اخر الزيارات في عام 1367هـ حيث قدم –رحمه الله- الى الاحساء للاستشفاء في مياه عين النجم الحارة بمدينة المبرز شمال الأحساء .
وفي عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – قامت سياسته على تفقد احوال رعيته في كافة مناطق المملكة ، و حظيت الاحساء على اهتماماته عندما استهل اولى زيارته لها عام 1374 هـ وذلك لمدة اربعة ايّام شهدت خلالها احتفال اهالي الاحساء بقدومه في ” عين النجم ” ، وتعدّدت بعدها زيارات الملك سعود للأحساء ، حيث وصلت إلى ست زيارات أخرى ، التقى فيها مع العلماء والمواطنين، ودشن خلالها بعض المشاريع التنموية، حيث عاد إليها سنة 1375 هـ، كما قام بزيارة أخرى سنة 1377 هـ وتفقّد المعهد العلمي في الأحساء، كذلك زار –رحمه الله- الأحساء في شهر شوال سنة 1378 هـ، وفي شهر جمادى الأولى سنة 1379 هـ وحضر خلالها مباراة لكرة القدم، وكانت آخر زياراته في شهر ذي القعدة سنة 1381 هـ، وافتتح خلال هذه الزيارة التاريخية مصنع الأسمنت بالأحساء.
وسجلت الأحساء عدة زيارات للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – الأولى في عام 1384هـ ضمن زيارة تاريخية إلى المنطقة الشرقية، والثانية في شهر شوال 1391، حيث زار الملك فيصل محافظة الأحساء، وحظيت واحة الاحساء على اهتمامات الملك فيصل – رحمه الله – حيث اهتم في مشاريع الزراعة والري عندما أنشأ مشروع محطة الري والصرف في الأحساء، بهدف القيام بأعمال إدارة وتشغيل وصيانة الري والصرف ، وشهد التعليم في المحافظة نهضة كبيرة عندما قام الملك فيصل بإنشاء المدارس الصناعية والمعاهد الفنية ومركز التدريب المهني، وذلك في زيارته التي قام بها عام 1394هـ، إلى جانب تأسيس الصرح التعليمي الكبير جامعة الملك فيصل عام 1395هـ .
وفي عهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – شهدت الاحساء عدة مشاريع واكبت زيارته التي كانت في عام 1397 هـ وافتتح خلالها جامعة الملك فيصل حيث ضمت حينها أربع كليات هي كلية الطب، وكلية الطب البيطري والثروة الحيوانية، وكلية العلوم الزراعية والأغذية، وكلية العمارة والتخطيط ، وفِي عام 1401 هـ قام الملك خالد – طيب الله ثراه – بزيارة محافظة الاحساء حيث دشن خلالها ” مستشفى الاحساء ” المعروف حاليًا بمستشفى الملك فهد ليضاف لسلسلة المشاريع التنموية التي شهدتها المحافظة
واهتم الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – على استمرار مسيرة التنمية في الاحساء ، وشهد اطلاق عددًا من المشاريع من بينها افتتاحه لأكبر مصنع من نوعه لتعبئة التمور في الأحساء عام 1404هـ ، وقام الملك فهد بزيارة اخرى لمحافظة الاحساء في عام 1406هـ التقى خلالها بالمواطنين .
وشهدت محافظة الاحساء عدة زيارات للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – حيث دشن خلالها العديد من المشاريع التنموية والخدمية ، منذ ان كان وليًا للعهد، ففي عام 1999م زار الواحة وهو ولي للعهد ووضع حجر الأساس لمصنع الأحساء للنسيج، الذي كان يعد الأول من نوعه في المملكة بتكلفة وصلت الى 160 مليون ريال، كذلك وضع حجر الأساس لمشروع نقل المياه المحلاة من الخبر إلى بقيق والأحساء وبلغت تكلفته حينها 500 مليون ريال، واختتم الزيارة بوضع حجر الأساس لمدينة الملك عبدالله العسكرية في الأحساء
وشهد عام 2002 زيارة ثانية للملك عبدالله بن عبدالعزيز للاحساء -وكان لا يزال وليًا للعهد- حيث افتتح خلالها مستشفى الأحساء ، ومصنع الأقمشة الذي وضع له حجر الأساس في زيارته السابقة، ومشروع غاز الحوية جنوب الأحساء، كأول معمل متخصص لمعالجة الغاز غير المرافق للزيت من آبار الغاز العميقة، وتبعها –رحمه الله- بزيارة ثالثة في عام 2004 للمنطقة افتتح فيها مشروع نقل المياه المحلاة من محطة التحلية وتوليد الطاقة في الخبر إلى محافظتي الأحساء وبقيق، كذلك افتتح في العام ذاته مشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض التابع لأرامكو السعودية .
وفي عام 2006 وخلال زيارته للمنطقة الشرقية بعد عام من توليه مقاليد الحكم، شرّف الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفل أهالي محافظة الأحساء احتفاء بزيارته، وذلك في مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية ، وقام بوضع حجر الأساس لمشاريع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في المنطقة الشرقية ومن بينها الكلية التقنية بالأحساء ، وفي عام 2009 زار –رحمه الله- محافظة الأحساء والتقى عددًا من الأهالي .
اهتمامات قادة المملكة استمرت حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – حيث تشرفت محافظة الاحساء بزيارته حفظه الله في عام 2016 م ، قام خلالها باستقبال الأهالي ، ووضع خلال الزيارة حجر الأساس لمشاريع سكنية ضخمة من بينها مشروع بحيرة الأصفر الذي يوفّر 100 ألف وحدة سكنية وعددًا من المراكز التجارية، كذلك دشّن -حفظه الله- المدينة الجامعية لجامعة الملك فيصل بالأحساء، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 11 مليار ريال، إلى جانب مشروعات نفطية مثل مشروع تطوير الإنتاج في حقل خريص للزيت الخام، كما وصلت محافطة الاحساء في عهده الميمون إلى العالمية في 2018 مع تسجيل موقع واحة الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، في فرع التراث الثقافي، كخامس موقع سعودي يضم للقائمة، واختيرت الأحساء بعدها عاصمًة للسياحة العربية لعام 2019 .