في ليلةٍ امتزج فيها عبق النخيل بنبض القصيدة، تلألأت الأحساء مساء اليوم 2 ديسمبر 2025م بأمسية أدبية استثنائية، نظمها نادي يباب للهواية الأدبية بالشراكة مع دار نورة الموسى للثقافة والفنون، وسط حضور لافت من الأدباء والمثقفين ومحبي الشعر، يتقدمهم الفنان القدير عبدالرحمن العقل الذي أضفى حضورُه إشراقةً خاصة على المشهد.
الصحيح… صوتٌ يتشكّل من الضوء والدهشة
أشعل الشاعر جاسم الصحيح ليل الأحساء بنصوصٍ عذبة تُحاكي الوجدان وتستنهض العاطفة، فكان حضوره كعادته طاغيًا ومفعمًا بالشجن الإنساني.
وفي أحد مقاطع الأمسية قال الصحيح:
«الشعر ليس كلامًا يُقال… بل حياةٌ تُضاء في قلب من يصغي».
كلماتٌ أوقفت الزمن للحظة، وأسكتت القاعة احترامًا لهيبة الشعر، فارتفعت أنفاس الإصغاء في كل زاوية.
من الكويت إلى واحة الأحساء… قصائد تعبر الحدود
استهلّ الصحيح أمسيته بقصيدةٍ مهداة إلى دولة الكويت احتفاءً بحضور الفنان عبدالرحمن العقل، قبل أن يحلق بالحضور في فضاء واحة الأحساء بقصيدةٍ تحمل عبق المكان وحنين الانتماء… قصائد تسري كالعطر وتُشعل شعورًا لا يهدأ.
حوارٌ يفتح الذاكرة ويستدعي الإلهام
أدار الأمسية الأستاذ خالد وليد السلطان بحوارٍ ثري أضاء تجربة الصحيح ومسيرته الأدبية، وتناول محاور عدة، أبرزها:
• الشعر في الأحساء وتحوّلاته،
• علاقة الشاعر بجمهوره،
• حضور الإنسان والتراث في نصه،
• موقع الشعر العربي وترتيبه ومكانته اليوم .
• كيف يصف الشاعر نفسه
كان الحوار نافذةً مشرعة على الإبداع، أتاح للحضور طرح أسئلتهم وتوسيع دائرة النقاش.
مكانٌ يحتضن الشعر… وجمهورٌ يحتفي باللحظة
احتضنت دار نورة الموسى للثقافة والفنون هذه الأمسية في أجواء دافئة تليق بمدينة تعيش الشعر وتتنفس الإبداع.
وقد غصّ المكان بجمهورٍ نوعي يجمع الشعراء والمثقفين وصنّاع المشهد الأدبي، في تأكيد جديد على أن الأحساء ما زالت منارةً للفن والثقافة في الوطن.
تكريم… يُوثّق الضوء ويُخلّد اللحظة
في ختام الأمسية، كرّم نادي يباب للهواية الأدبية ودار نورة الموسى الشاعر جاسم الصحيح والمحاور خالد السلطان بدرعين تذكاريين، تقديرًا لإبداعهما وإثرائهما للأمسية.
تعالت التصفيقات، وارتسمت على الوجوه ابتسامات ممتنة لما حملته الليلة من جمالٍ ودهشة.
ختامٌ يشبه القصيدة
هكذا أسدل الستار على ليلةٍ قال فيها الشعر ما لم يقله الضوء،
وعادت فيها الأحساء إلى مقامها الأصيل:
مدينةٌ تقيم في قلب القصيدة… وتحفظ للإبداع نبضًا لا يهدأ .
