في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتغيب فيه المساحات الآمنة للحوار، اختارت مجموعة من النساء أن يواجهن الضجيج بالفكر، وأن يقدّمن العطاء بثقافة وروح.
من هنا وُلدت تجربتي الأولى مع رفقة للفكر والثقافة، التابعة لجمعية فتاة الأحساء الخيرية، عبر تنفيذ البرنامج المجتمعي “لست وحدك” على مدى يومين مليئين بالحياة والتأثير، كانت التجربة مختلفة منذ بدايتها لم تكن مجرد فعالية، بل مساحة التقت فيها القلوب قبل العقول. فريق من النساء جمعتهن الرغبة في أن يصبحن صوتًا لكل امرأة تبحث عن وعيٍ وطمأنينة ودعم.
روح الفريق كانت استثنائية؛ الحماس، الإبداع، النوايا الطيبة كانت تصنع تفاصيل كل لحظة.
”لستِ وحدكِ” حمل رسالة عميقة: أن الوقوف مع المرأة لا يكون بالشفقة، بل بالشراكة الفكرية، وبتمكينها من خلال الثقافة والمعرفة.
كانت كل فقرة وكل ركن تفتح نافذة جديدة على الأمل، وتُعيد تعريف معنى الدعم النسائي الحقيقي.
رفقة للفكر والثقافة أثبتت أن العمل الثقافي يمكن أن يكون قوة ناعمة تُحدث فرقًا حقيقيًا في الوعي المجتمعي، حين تنطلق من نساء يؤمنّ بأن الثقافة ليست ترفًا، بل وسيلة للنهوض بالإنسان والمكان.
هذه التجربة جعلتني أؤمن أكثر أن الثقافة قادرة على التغيير، وأن تلاقي النساء على هدفٍ إنساني يخلق أثرًا يتجاوز المكان والزمان.
في رفقة وجدتُ أن الفكر حين يُدار بروحٍ أنثوية صادقة، لا يكتفي بتوعية المجتمع، بل يُعيد إليه معناه.