عمر النويس يكتب: حيز المجتمع

الواحة نيوز

مما لاشك فيه أن ما يعرف بحيز المجتمع هو مفهوم أساسي من المفاهيم الواقعية للأمم والبشرية أجمع وتختلف أنواع الحيز سواء مكاني ، اجتماعي ، ثقافي بالإضافة إلى ما تشكل مؤخراً حيز المجتمع في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكل دول و أمة حيزها المختلف فلو نظرنا إلى حيز المجتمع المكاني في بعض الدول الغربية لوجدناه حيز متقارب وضيق وأقصد بالضيق هنا أن جميع شرائح المجتمع على مقربة كبيرة ولا أقصد ضيق المكان وذلك نتيجة التغييرات الكبيرة و التقدم والعولمة والتسارع في أساليب الحياة مثل تكدس بعض العواصم أو تمييز بعض المناطق عن غيريها مثل المدن الصغيرة، ويشكل هذا التقارب تهديد للخصوصية و الانفراد بأسلوب الحياة والحرية الشخصية أو يكون عكس ذلك!!

وربما سببا غير مباشر للتطبع ببعض الصفات والعادات من المخالطين لبعضهم البعض لكن قد تتدخل طبيعة أمة عن غيرها في التأثر بالحيز المجتمعي عن الحيز الفردي فلو كانت أمة مشهورة بانطواء الأفراد وعدم اندماجهم مع غيرهم ممن هم حولهم أو الأمم المتعارف عليهم بالود والألفة.

إلا أن لكل دولة من هذي الدول نمط معماري معين في الأماكن العامة مثل المطاعم أو المقاهي أو حتى مقرات العمل (وباستثناء مقرات العمل فهي تعود لرفع الحيوية وتحسين الأداء) وهذا النمط قد يشكل أفكار أو أراء عامة وبالطبع أسلوب عصري متجدد وقد يكون محطة لتبادل الآراء والتداخل بين الناس أو لا سمح الله التطفل!!.

ولو تطرقت للحيز المجتمعي بالمملكة لوجدانه ضيق ومتقارب في بعض المناطق وواسع في مناطق أخرى ففي اعتقادي المتواضع أن المجالس الأهلية قد تندرج تحت نوع من أنواع الحيز الاجتماعي والتي ممكن قياسها وتعزيزها لكن هذا لا يندرج مع جميع المناطق خصوصا المكتظة بالأناس المتواجدين للعمل فقط، كما أنه من المعروف عن السعوديين خفة تواجدهم و لطفاتهم مع الجميع.

ومع ما نشهده بالمملكة من تسارع رائع على جميع الأصعدة وارتفاع نشوة المشاريع التجارية الخاصة بالأماكن العامة وأساليب كل منطقة وتميزها عن غيرها إلا أنه من الملاحظ تشكل بعض الأنماط العامة والتي قد تكّون طابع أو فكر أو نمط حياة معين مستقبلا وتصبح هذه الأنماط هي السائدة إيجابية كانت أم سلبية.
أين نقف اليوم من واقع حيزنا المجتمعي العام وأين سنتواجد بعد ذلك خلال السنوات القادمة؟