احدث الأخبار

ختام الجولة الـ33 من دوري روشن.. الفتح يصارع لتجنب الهبوط والأهلي يسعى لمواصلة الصحوة تجمع الأحساء الصحي يُدشّن مشروع “تنويم التأهيل الطبي” بمستشفى الأمير سعود بن جلوي في الشرقية.. تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بجانيين قاما بخطف 3 أطفال حديثي الولادة وممارسة السحر جمعية أفلاذ تُطلق برنامجًا تدريبيًا حول “القصص التربوية وحل مشكلات الطفولة المبكرة” برعاية سمو المحافظ.. انطلاق منتدى “الأحساء صديقة الطفل” 25 مايو أمانة الأحساء ترعى فعالية “بين” في شاطئ العقير تدخل بطولي ينقذ حياة طفل ابتلع “بطارية دائرية” في مستشفى الولادة بالأحساء نفذه فرع البيئة بالأحساء.. فريق بديع التطوعي يطلق برنامج “بيئتنا وجودة الحياة” نائب أمير الشرقية يتابع مبادرات جمعية السرطان السعودية أمير المنطقة الشرقية يرعى إطلاق مشروع “مجتمع الذوق” في الخبر أمير الشرقية يستقبل سفير سريلانكا لدى المملكة مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يستأصل ورمًا بطول 24 سم لخمسينية ويُنهي معاناتها

رضا حماد يكتب: عصر الذكاء الاصطناعي وإدمان المشتتات

التعليقات: 6
رضا حماد يكتب: عصر الذكاء الاصطناعي وإدمان المشتتات
رضا رمضان حماد النجار
https://wahhnews.com/?p=78783
رضا حماد يكتب: عصر الذكاء الاصطناعي وإدمان المشتتات
الواحة نيوز

الاستهواء الرقمي: حين يصبح العقل ساحة معركة
في زمنٍ تُسابِقُ فيه الأضواءُ أنظارنا، وتتسابق فيه التنبيهاتُ على شاشاتنا كفراشاتٍ مضيئةٍ تخطفُ الأبصار، صرنا نعيش في دوامةٍ من المشتتات التي تلتهمُ وقتنا كالنارِ في الهشيم. لقد أصبح العقلُ البشري ساحةً مفتوحةً لغزو الذكاء الاصطناعي، ليس بسلاحِ القوة، بل بفخاخِ التشويق والإلهاء. إنها جائحةٌ صامتةٌ تهددُ أعصابَ التركيز، وتُذيبُ أعمارنا في بحرٍ من المحتوى السريع الذي لا يروي ظمأ الفكر، ولا يُشبعُ جوعَ الروح.
الضحية الخفية: العقل الممزق في عصر التشتت
لم نعد نقرأ كتابًا حتى النهاية، ولا ننهي حديثًا دون أن تخطفَ إشعارٌ عابرٌ انتباهنا. صارت عقولنا كالفراشاتِ التي لا تستقر على زهرة، تتنقلُ بين منصات التواصل، ومقاطع الفيديو القصيرة، والأخبار العاجلة، حتى فقدنا القدرةَ على الغوصِ في أعماق الفكرة. لقد حوّلنا الذكاء الاصطناعي إلى كائناتٍ مشغولةٍ بكل شيءٍ وبلا شيءٍ في الوقت ذاته!

تشير الدراسات إلى أن معدل تركيز الإنسان انخفض من 12 ثانية عام 2000 إلى 8 ثوانٍ فقط اليوم، أي أقل من تركيز سمكة الزينة! نحن نستهلكُ المعلوماتَ كالماءِ المالح، كلما شربنا منها زاد عطشنا، وكلما زادت حيرتنا. لقد صرنا كمن يجري في حلقة مفرغة، نلهثُ وراء السراب، بينما تُسرقُ منا اللحظاتُ الحقيقية للحياة.

الخروج من المتاهة: كيف نستعيدُ تركيزنا في عصر الضجيج؟
لكل داءٍ دواء، ولكل عاصفةٍ مرفأ. إذا أردنا النجاةَ من فيضان المشتتات، فلابد من خطةٍ واعيةٍ تستعيدُ للعقلِ صفاءه، وللحياةِ بهاءها:

الصوم الرقمي: كما يصوم الجسدُ عن الطعام ليتطهّر، يحتاج العقلُ إلى صومٍ دوريٍ عن الشاشات. ساعةٌ يوميًا من الهدوء، بعيدًا عن الأجهزة، كفيلةٌ بإعادة شحن الروح.

التنقية الانتقائية: ليس كل ما يلمعُ ذهبًا، وليس كل محتوى يستحقُ وقتنا. فلنحذف ما لا يفيد، ولنختر بعناية ما نستهلكه، كمن ينتقي أطايبَ الثمارِ ويترك النتنَ منها.

القراءة العميقة: لنعد إلى الكتب الورقية، لنغوصَ في بحور المعرفة بعيدًا عن قفزاتِ الإعلاناتِ وتطفلِ الرسائل. القراءةُ كالمشي في حديقةٍ هادئة، تعيدُ للعقلِ نسيمَ التركيز.

تحديد أوقات المشتتات: لنخصص وقتًا محددًا لتصفح وسائل التواصل، كضيفٍ ثقيلٍ لا نسمح له بالبقاء طويلًا، ثم نطرده بلباقة!

الخلاصة: العودة إلى الذات في زمن الآلة
إن المعركةَ الحقيقيةَ في عصر الذكاء الاصطناعي ليست مع الروبوتات، بل مع أنفسنا. هل نستسلمُ لسحر المشتتات، أم نصنعُ عالمنا الخاص حيثُ يسودُ الوعيُ والتركيز؟ لنكن كالشجرةِ التي تمتدُ جذورها في الأعماق رغمَ عواصفِ السطح، ولنحفظْ لعقولنا قدسيتها، قبل أن تصبحَ أرضًا بورًا لا يزرعُ فيها سوى الضجيج.
فكما قال الكاتب الفرنسي باسكال: “كل مشاكل البشرية تنبع من عجز الإنسان عن الجلوس في غرفةٍ واحدةٍ بصمت.” فلنعلمْ أن السكينةَ ليست ضعفًا، بل هي القوةُ الخفيةُ التي تبني العقولَ العظيمة.

 

 

التعليقات (٦) اضف تعليق

  1. ٦
    زائر

    احسنت أبا محمود
    لا فض فوك
    صالح أحمد

  2. ٥
    زائر

    شكراً لك على هذه المقالة الرائعة ” الصوم الرقمي” ، جمعت بين الفائدة والإبداع في الطرح.

  3. ٤
    زائر

    مقالة رائعة و دقيقة نحتاج تطبيقها جميعا و بالأخص الجيل بعمر المراحل الدراسية

  4. ٣
    زائر

    مقال رائع وملامس للواقع الرقمي الذي نعيشه اليوم. شكراً للأستاذ رضا حماد على هذا الطرح الواعي، وأتمنى أن نقرأ له المزيد من المقالات التي تلامس احتياجات العقل في زمن المشتتات.

  5. ٢
    زائر

    طرح جميل ومفيد

  6. ١
    زائر

    المكشات افضل وقت له الشتاء

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>