من أهم سلبيات القراءة الرقمية هو وجود الإنترنت، وما يعنيه ذلك من احتمال الانشغال به؛ إما بالنقر على الروابط التي تظهر في النصوص، أو الرغبة في الاستزادة من أي موضوع يمر على القارئ أثناء القراءة ولا يريد قمع فضوله لمعرفته.
كما أن الاتصال الدائم بالإنترنت يزيد من الرغبة في تفقد ومعرفة الجديد في العالم أو الرسائل الواصلة أو البريد المستعجل، أو حتى أي تحديث من أي نوع في برامج وتطبيقات الحاسب أو أي جهاز ذكي آخر. وهناك أيضا الخوف من عدم الاطلاع على الجديد في وسائل التواصل الاجتماعي، أو ما يسمى FOMO (Fear Of Missing Out)، وهو الخوف من تفويت شيء ما.
كل هذه الأمور تسبب ضغطًا على القارئ وتجعله في حالة تشتت دائم، وقد لا يستطيع التركيز في القراءة أو قد لا يستطيع فهم واستيعاب ما يقرأ إن تمكن من إتمام القراءة أصلًا.
أما الحل المقترح لقراءة رقمية أفضل وأكثر تركيزًا فهو قطع الاتصال بالإنترنت بعد تجهيز الكتاب أو المادة المقترحة للقراءة. وهذا ليس بمستحيل أبدًا، لكنه بحاجة إلى إرادة قوية من القارئ الذي يأمل في أكبر قدر ممكن من الاستفادة مما يقرأ.
ويمكن تشبيه هذه الحالة بحالة الإحجام عن الذهاب إلى الثلاجة وفتحها والتفرج على محتوياتها، ومن ثم تناول أي شيء بإغراء أشكال المأكولات اللذيذة والحلويات فيها، وهو ما يحتاج إلى إرادة يشجع عليها نتيجتها التي تعني المحافظة على الوزن من الزيادة.
أما النتيجة المبتغاة من قطع الاتصال بالإنترنت فهي المحافظة على وقتنا الذي هو عمرنا، وعدم تضييعه في أمور هناك ما هو أهم منها.
وتتمثل أهمية المقترح في أنه يأخذ بإيجابية الاتصال الرقمي والاستفادة من الإنترنت في الحصول على الكتب والمواد القرائية، جنبًا إلى جنب مع الأخذ بإيجابية القراءة الورقية، وهو التركيز في القراءة دون أي مشتتات أخرى.
هناك سلبيات أخرى بالطبع للقراءة الرقمية، لكننا إذا التزمنا بذلك نكون حققنا أكبر استفادة وقللنا من سلبية القراءة الرقمية.
إذن فإذا اتخذنا قرارًا بالقراءة الرقمية فلا بأس بذلك، لكن بعد أن نجهز المادة أو الكتاب المطلوب نقطع الاتصال بالإنترنت، أو نجعل أجهزتنا في وضع (الطيران) كما يسمى تقنيًّا، ونبدأ بالقراءة، مصممين على الدخول في حالة يمكن تسميتها بالصيام المتقطع؛ لكنه هنا عن الإنترنت بدلًا من الطعام.