توصلت دراسة إلى وجود علاقة بين الأشخاص الذين يعتمدون في نظامهم الغذائي اليومي على الأطعمة فائقة المعالجة، والمعاناة من الخرف.
ويقول العلماء إن 58 في المئة من السعرات الحرارية المستهلكة في الولايات المتحدة، و57 في المئة من البريطانيين، و48 في المئة من الكنديين، و30 في المئة من البرازيلين تأتي من الأطعمة فائقة المعالجة.
ويشمل ذلك، الوجبات الخفيفة الحلوة والمالحة والحلويات وحبوب الإفطار والآيس كريم والمشروبات المحلاة بالسكر واللحوم المصنعة والوجبات المجمدة الجاهزة للأكل.
الأطعمة فائقة المعالجة والتدهور المعرفي
وأظهر المشاركون في الدراسة في الطرف الأعلى من استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة – الذين كانت نسبة مساهمة الطاقة اليومية لهذه الأطعمة أعلى من 19.9 في المئة – معدل أسرع بنسبة 28 في المئة من التدهور المعرفي العالمي، ومعدل تراجع أسرع بنسبة 25 في المائة في الوظيفة التنفيذية – المهارات العقلية المستخدمة كل يوم للتعلم والعمل وإدارة الحياة اليومية.
بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يتناولوا أطعمة فائقة المعالجة، أو من هم أقل من عتبة 19.9 في المئة خلال فترة متابعة متوسطها ثماني سنوات، وفق النتائج التي نشرت في دورية “جاما نيورولوجي”.
وبينما يرتبط تناول الأطعمة فائقة المعالجة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومتلازمة التمثيل الغذائي والسمنة، فقد بحثت دراسات قليلة في الارتباط بين هذه الأطعمة والتدهور المعرفي في البلدان ذات الدخل المرتفع.
لذلك، شرع فريق من الباحثين بقيادة ناتاليا جوميز جونسالفيس، من قسم علم الأمراض في كلية الطب بجامعة ساو باولو في ساو باولو بالبرازيل، في التحقيق في العلاقة بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة والتدهور المعرفي (الخرف) بين 10 آلاف و775 مشاركًا في دراسة طويلة المدى حول صحة البالغين.
تضمنت الدراسة عينة متنوعة عرقيًا من الموظفين العموميين، الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 74 عامًا، والذين تم تجنيدهم في ست مدن برازيلية.
وتم تقييم استهلاك الطعام والشراب للمشاركين على مدى 12 شهرًا في الأساس باستخدام استبيان موحد لتكرار الطعام. وتم تحويل وتيرة استهلاك كل صنف إلى جرامات في اليوم، ثم صُنفت الأطعمة حسب حجم المعالجة الصناعية المستخدمة في صنعها، إلى واحدة من ثلاث مجموعات غذائية.
3 مجموعات من الأطعمة
وتضمنت المجموعة الأولى الأطعمة غير المصنعة أو المصنعة بشكل ضئيل، مثل الفواكه أو الخضروات الطازجة أو الجافة أو المجمدة، والحبوب، واللحوم، والأسماك والحليب، والتي خضعت لأدنى حد من المعالجة مثل الطحن أو التحميص أو البسترة أو التجميد. كما تضمنت مكونات الطهي المصنعة، مثل سكر المائدة والزيوت والملح.
وتضمنت المجموعة الثانية الأطعمة المصنعة، بما في ذلك الفواكه المعلبة والخبز والجبن واللحوم والأسماك المملحة أو المدخنة أو المعالجة.
وشملت المجموعة الثالثة الأطعمة فائقة المعالجة، وهي عبارة عن تركيبات من عدة مكونات من مجموعات غذائية أخرى، بالإضافة إلى إضافات غذائية غير مستخدمة في التحضير المنزلي “مثل النكهات والألوان والمحليات والمستحلبات وغيرها من المواد المستخدمة لإخفاء الصفات غير المرغوب فيها للمنتج النهائي أو تقليد الصفات الحسية من مستحضرات الطهي” من الأطعمة غير المصنعة أو المصنعة بشكل ضئيل.
ونظر العلماء إلى الأداء المعرفي للمشاركين على مدى فترة متابعة متوسطة مدتها ثماني سنوات، إلى جانب مستوى استهلاكهم للأطعمة فائقة المعالجة.
وتم اختبار الأشخاص حتى ثلاث مرات كل أربع سنوات، واختبار الذاكرة عن طريق الاستدعاء الفوري، والاستدعاء المتأخر، واختبارات قائمة كلمات لإنشاء سجل لمرض الزهايمر.
واختبر الباحثون الوظيفة التنفيذية للأشخاص باستخدام أدوات تشمل اختبارات الطلاقة اللفظية. وخلصوا إلى أن “هذه النتائج تدعم توصيات الصحة العامة الحالية بشأن الحد من استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة بسبب ضررها المحتمل على الوظيفة الإدراكية”.