يحتفظ مهرجان تمور الأحساء، بشعبيته وتوهجه كونه أبرز المهرجانات المحلية، بالرغم من مرور 13 عاماً، لانطلاق نسخته الأولى، وما زالت تقصدهُ الأسر والأفراد محلياً وخليجياً، بأعداد هائلة، يقضون أوقاتاً ممتعة داخل أسواره، من خلال برامجه وفعالياته المتنوعة، والتسوق مع أبرز منتجات التمور المصنعة والجديدة.
المهرجان الذي انطلق 17 يناير الماضي، ويقام سنوياً، بتنظيم من أمانة الأحساء، بالشراكة مع المحافظة وهيئة التطوير، وذلك في قلعة الأمانة، تحت عنوان مهرجان تسويق تمور الأحساء المُصنّعة “ويا التمر أحلى 2024″، يستمر قرابة الشهرين.
وتجمع قاعة خيمة التمور 555 مصنعاً ومنتجاً لأجود مبيعات التمور وصناعاتها التحويلية، وتشهد ازدحاماً على أركان التمور المتنوعة، وأصنافه وتشكيلاته ومنتجاته، وسط ارتفاع لمؤشرات البيع مما يحقق نتائج إيجابية في رفع القيمة السوقية للتمور، حيث تستقطب هذه القاعة متذوقي ومحبي التمور ومشتقاته التي يقدمها الباعة بحلة رائعة وجاذبة وجميلة، إضافة إلى وجود عدد من الجهات الحكومية والقطاعات المشاركة، والمطبخ التفاعلي، الذي يقدم منتجات تدخل في مكوناتها التمور.
ومن أهم المنتجات المكونة من التمور التي تجذب الزوار والمستهلكين، الكليجا بأنواعها وأذواقها المتعددة، والحلوى، والآيس كريم، والدبس، والسمسم، والحلوى الأحسائية، والتمر المحشي باللوز والبيكان، والبكجات التمرية المختلفة، ونقصة النخلة، والملكية الفاخرة، والمجروش، والشوكولاتة، والطحينية ونكهات أخرى كاللوتس، وجوز الهند، والزنجبيل، والهيل، والكاكاو.
“واس” التقت علي الياسين أحد التجار الذي أوضح أن مصنعه يتضمن 60 منتجاً تحويلياً، بدأ من بودرة أو سكر التمر، إضافة إلى صناعة 20 خليط منتج تحويلي، حيث إن الخليط مكون من خليط الكيك، والبسبوسة، والكوكيز، والسينابون، وغيرها، إلى جانب صناعة أقراص التمر بخمس نكهات، وهي منكهة بالفانيلا، والشكولاتة، والهيل، والليمون، والبرتقال، كما جرى تغليفها بالشكولاتة بعدة ألوان لتحاكي ذوق الأطفال، حيث إن الألوان الموجودة داخل الأقراص هي ألوان طبيعية، مستخرجة من المشمش، والحليب، والحليب البني، وغيره.
وأشار إلى إضافة أربعة منتجات تحويلية منها عطر التمر، استخدم فيه 70% تمر، من خلال ميثانول التمر، وزيت التمر، وعناصر وخصائص من التمور، استخدمت سابقاً في مستحضرات التجميل، التي تم تصنيعها في فرنسا، و 30% من الزيوت العطرية، وخلال السنة الحالية تم إنتاج العطر برائحتين مختلفتين “رجالي ونسائي”، حيث إن 30% التركيز يحتاج إلى مضخات عالية الجودة، باستخدام مضخات إيطالية، هيدروليكية، لأن الزيت تركيزه 30%، وتم اختيار العبوات بعناية، وبتغليفات جلدية، لافتاً النظر إلى أن الثبات للعطر 24 ساعة، والفوحان إلى 3 أمتار.
ويقول مشاري الزامل (تاجر)، أن هناك إقبالاً كبيراً على أنواع المنتجات التمرية المختلفة، من قبل المستهلكين، حيث يوجد لديه زبدة التمر كلاسيك، ومربى التمر، وكريمة تمر، وبودرة تمر، ودبس التمر، وأنها جميعها دون مواد حافظة، وخالية من السكر الأبيض، حيث تتراوح أسعارها من 12 إلى 20 ريالاً.
فيما تشهد قاعة الأحساء صديقة الطفولة، إقبالاً من خلال توفر مجموعة من الألعاب الترفيهية والتعليمية الهادفة التي ترمي إلى صقل المواهب وتنمية القدرات لدى الأطفال، وذلك كون الأحساء صديقة للطفل في اليونيسيف، فيما يحتضن الفريج التراثي، في ساحة السوق القديم، المستوحى من سوق القيصرية التاريخي عبر دكاكينه القديمة، أكثر من 30 حرفة يدوية، عبر بوابة مليئة بتفاصيل العمران الأحسائي، تدخل إلى فناء الحارة القديمة، ليستقبلك المسجد والمزرعة، والمنزل الحساوي القديم بتفاصيله الشعبية من الحوي والحوش والمجلس، وتشتهر الأحساء بالحرف اليدوية أبرزها صناعة المداد، والفخار، والتطريز، والقفاص، والنجار، وحياكة المشالح، وغيرها، بينما يحتوي معرض الواحة، الذي يحكي تاريخ الزراعة في الأحساء، على مجموعة من الأدوات والمقتنيات التراثية والشعبية القديمة للمزارع الأحسائي.
وتحوط اللوحات التشكيلية، والرسومات الفنية جدران معرض عبير الأحساء للفنون التشكيلية، لأبرز المواهب الفنية في المنطقة، إضافة إلى إقامة رسومات حية وورش عمل تجمع الفنون كافة.
وأوضح المشرف على معرض عبير الأحساء للفنون التشكيلية الفنان ماهر الحمود, أن المعرض يشارك فيه؛ فنانون تشكيليون من مختلف مناطق المملكة؛ منطلقاً في نسخته التاسعة لهذا العام، تحت مسمى”عبير الألوان”، مشيراً إلى أن عدد المتقدمين للمشاركة في المعرض تجاوز 160 شخصاً، فيما تم قبول 120 عملاً فنياً، وفق الشروط المطلوبة؛ على أن يكون عرض الأعمال على 4 مراحل؛ لتمكين الفنانين من عرض أعمالهم والاستفادة من وجود المعرض؛ ومن خبرة وأساليب رواد الحركة التشكيلية.
وبين أن الأعمال الفنية تنوعت بين المجسمة والمعلقة، مع وجود فعاليات للرسم والورش المتنوعة بهدف رفع الذائقة البصرية والتعريف بدور الفنون وأهميتها وانعكاساتها على الإنسانية والمجتمع.
فيما يضع المسرح بصمته في الفعاليات من خلال تقديم أوبريت “أم السعف والخير” وهو يحاكي جهود الفلاح منذ بداية الفلاحة إلى إنتاج الثمر، إضافة إلى الفنون والفلكلورات الشعبية والمسرحيات الكوميدية أبرزها مسرحية “الحوش” التي يتم تقديمها في أيام الإجازة الأسبوعية، إضافة إلى إقامة المقابلات والندوات مع أبرز تجار التمور والتجارب الشبابية في المشاريع، والأمسيات الشعرية.
المعرض يستحق الزيارة حيث يحتوي عدة مهرجانات وفعاليات.