الأحسائيون وجلد الذات

1 تعليق
https://wahhnews.com/?p=4385
الأحسائيون وجلد الذات
عبدالله بو رسيس

أهل الأحساء كحال أهل أي مجتمع آخر يستمتعون عندما يسمعون من يمتدحهم، ويطربون فخراً عندما يثني عليهم الناس ويذكرون مآثرهم الجميلة في الأخلاق والسلوك، لكن لديهم عقدة (وأظنها موجودة في كثير من المجتمعات الأخرى) وهي عقدة جلد الذات والانتقاص من أنفسهم ومجتمعهم، وكل ذلك ناتج بسبب تعميم سلوك خاطئ يقوم به بعض الأفراد من المجتمع فيعمم على البقية، وهذا خطأ كبير في الحكم على الناس قد يكسب المرء بسببه أوزاراً كثيرة.
وأوضح ذلك ببعض الصور:
– تجد البعض ينتقد مديراً في إدارة ما ؛ لأنه لم يمارس صلاحيته التي يمنحها له النظام في حل مشكلة لمستفيد ، فيقول هكذا كل المدراء الحساوية لا يساعدون أحد !! ولا يستفيد منهم أحد !! ولا يستحقون المنصب الذي هم فيه !! … وغيرها من الكلمات التي تنتقص المدير الأحسائي ، ونسي هذا المتكلم أن كثيراً من الإدارات نجحت بسبب وجود الشخص الكفؤ سواء من الأحساء أو خارج الأحساء ، وأن هذا سلوك إداري شخصي يتحمله الشخص نفسه وليس المجتمع كله .
– كذلك صورة أخرى حين تجد بعض الموظفين يقصر في عمله وأداء مهامه ، فيعمم خطأه هذا على كل الموظفين الذين معه ، وهذا التقصير سلوك شخصي لايتحمله الجميع ، أذكر أني مرة ذهبت لاستلام معاملة من إحدى الدوائر ، حسب الموعد المحدد في تذكرة المراجعة ، وقد حضرت صباح ذلك اليوم ، فلما وصلت للموظف سلمته المذكرة فطلب مني الرجوع بعد الظهر !! ولاحظته قال نفس الكلام مع الذي قبلي !! فتركته وذهبت للموظف المجاور له ( وهما يقومان بنفس مهمة تسليم المعاملات ) فسلمها لي مباشرة !! ، هل تقصير الموظف ينسب للدائرة كلها أم للموظف نفسه فقط ؟.
– وصورة أخيرة نُحَمِّل فيها نحن الموظفين مالا يطيقون ، وذلك بأن نطلب منهم أموراً خارجة عن النظام وفوق صلاحيتهم كموظفين ، فإذا أخبرونا أن ذلك ليس من صلاحياتهم وإنما يملكها المسؤول ؛ وصمناهم بوصمة العار وأنهم خوافين ، وأنهم لايساعدون الآخرين ، ولا يستحقون وظيفتهم .. وغيرها من الصفات الغير جيدة ، وربما نحن نمارس نفس سلوكياتهم لو طلب منا ما هو فوق صلاحياتنا .
فرفقاً بأنفسكم وبمجتمعكم أيها الأحسائيون ، ولنكن منصفين في إصدار الأحكام على الآخرين ، فكما أننا نفخر بالمدح والثناء ؛ كذلك يؤذينا ويزعجنا تعميم الأخطاء .