انتهى الصيف وسيعود الآلاف من الطلاب إلى مقاعد الدراسة بعد انتهاء مراكز الحي الصيفية التي أمضوا فيها أيام عطلتهم، وشاركوا في أنشطتها الرياضية والتثقيفية والترفيهية تحت إشراف معلمين أفاضل، فالمراكز الصيفية هذه السنة أخذت شكلاً جديداً، خلاف ما كانت عليه سابقاً من ناحية الشكل والمضمون، والتي تستهدف في المقام الأول صناعة الفائدة في فراغ الصيف المحرج تربوياً واجتماعياً، هذا الفراغ الذي تنعكس آثاره على السلوك اليومي في صورة ما يسمى بـ “انفلات عملية الضبط” لدى الناشئة، وتتفتح أوقاته على احتمالات متعددة المخاطر على المستوى الاجتماعي.
فهذا العام تعمل المراكز الصيفية تحت عدد من المظلات الرسمية، وهي وزارة الرياضة و وزارة التعليم و شركة دلتا فتنس، ومع كل عام يأتي الصيف بما لا يشتهي ذوي الإعاقة إلا أن مدير نادي الحي الصيفي في مدرسة الإمام جعفر الصادق بالأحساء الأستاذ مشاري السعادات قدم مبادرة يشكر عليها بدمج ذوي الإعاقة في البرنامج الصيفي لنادي الحي باستقطاب أحد معلمي التربية البدنية الذي يعمل مع ذوي الإعاقة إلى النادي.
وبدأ في برنامج تدريبي لطلاب بعنوان ( حق ذوي الإعاقة في التعليم )، بادرة تحسب لأبو فهد وفريق العمل، حيث بدأ الصيف هذا العام بلا أندية صيفية متخصصة تحتضن مواهب وطاقات ذوي الإعاقة ولا برامج وأنشطة تجمع هذه الفئة ببعضهم ولا خطة صيفية تأهلهم، فلا يخفى على المهتمين والعاملين مع ذوي الإعاقة أن هناك جملة من المشاكل تواجه العديد من ذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم وتصنيفاتهم وأسرهم، لاسيما عقب انتهاء العام الدراسي.
حيث من المفترض أن يستعد الجميع لاستقبال صيف حافل بالبرامج المتنوعة، مما يسهم في تعديل سلوكهم ودمجهم في المجتمع، وهذا ما فعله فريق عمل نادي الحي الصيفي بمدرسة الإمام جعفر الصادق من خلال تنظيم الفعاليات وورش العمل، فضلاً عن تهيئة المرافق العامة بما يتناسب مع ظروفهم الصحية، ووجود مسؤول للإسعاف والعلاج الطبيعي وتسخير طاقم العمل بخدمتهم وتسهيل تنقلهم بين المرافق.
فحصول نادي الحي بمدرسة الإمام جعفر الصادق على الوسام الماسي على مستوى المملكة لأندية الحي الصيفية لم يأتي بالتزكية بل هناك عمل يُبذل من المدير إلى فريق العمل مستحق وبجدارة، للأنشطة الغير تقليدية ومبادرات النابعة من المسؤولية الاجتماعية اتجاه هذه الفئة التي تحتاج للالتفاته من مسؤولي أندية الحي والعناية والاهتمام بهم.