أتحفتنا السينما العالمية على مدار سنوات بالكثير من الأفلام ذات المستوى المتميز من جميع النواحي وللخروج عن المألوف وإضافة لمسة من التشويق وجرعة من الإثارة قام بعض صناع السينما بابتكار شخصيات مُزجت فيها بين شخصية الإنسان وصفة من صفات الحيوان فنتج عن ذلك شخصيات مبتكره و مبهره كالرجل الطائر والرجل الذئب والرجل العنكبوت وغيرهم وتتسم هذه الشخصيات غالباً بالطابع الخيّر كمساعدة الناس ومحاربة الأشرار ؛ فياليتها كانت شخصيات حقيقة وتعيش بيننا لأثرها الإيجابي ولمقاومة بعض ماقدمته لنا الحياة من النفوس المريضة وأبرزها (الرجل البعير) شخصية واقعية بمواصفات سينمائية حيث اجتمعت فيه شخصية الإنسان وصفة من صفات الجمل والذي أشتهر بشدة حقده حتى قالت العرب عن الإنسان الحقود (أحقد من جمل) !
فتجده عند أقل خلاف يظهر حقده الكامن في نفسه وكأنه وجد ضالته ؛ ولديه من الجلد والصبر والنفس الطويل على الخصومة والمقاطعة الشي الكثير لأنه يجد لنفسه من المبررات والدوافع مايجعل حقده – في نظره – مستحقاً ومشروعاً ومقبولاً فلا مجال في قاموسه لسنوات العشّرة و مكانة الأشخاص و التماس الأعذار كلها تذهب ادراج الرياح ويبقى موقفه ثابتاً ضارباً بجذوره في أعماق عناده .
يالقساوة وجلافة الرجل البعير استحل الهجر فوق ثلاث ليالٍ وأكثر بكثير ؛ قاطعاً وشائج الاخوة وروابط القرابة وأواصر المحبة ؛ يمضي متمسكاً بمواقفه وحِدتها وكأنه لن يوارى الثرى مودعاً الدنيا وزينتها؛ فقد ضيع حياته في هذه الشخصية المشوهه والجنس الهجين لاهو أبقى الإنسان وحافظ على انسانيته ولا هو تحول إلى جمل واستثمر صبره وقوة ارادته ؛ وشارك في سباقات الهجن و سباقات التحمل ؛ علّه يحقق نجاحاً ولو على مستوى الإبل !