«لو ضرب الأرض لأعدم ربعها».. شهاب ساطع يضيء سماء شمال السعودية

التعليقات: 0
«لو ضرب الأرض لأعدم ربعها».. شهاب ساطع يضيء سماء شمال السعودية
https://wahhnews.com/?p=13566
«لو ضرب الأرض لأعدم ربعها».. شهاب ساطع يضيء سماء شمال السعودية
متابعات

رصد فجر اليوم الخميس 09 فبراير اندفاع نيزك عبر الغلاف الجوي لسماء شبة الجزيرة العربية، وتسبب في إضاءة سماء الليل في أجزاء من السعودية، بتوهج أزرق ساطع بحسب شهود عيان وهو الحدث الأول من نوعه المسجل في عام 2023.

اكتسب هذا الشهاب الساطع الذي يسمى كذلك (الكرة النارية)، أهمية لأنه أكبر حجمًا من الشهاب العادي، وحصد كثيرًا من الاهتمام على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكد العديد رؤيته بلون أزرق ساطع جدًّا، لدرجة أنه أضاء سطح الأرض وسماع صوت دويًا، تزامنًا مع رؤية النيزك، وهذا يعني انحداره بعمق شديد في الغلاف الجوي.

ويفترض حدوث سلسلة من موجات الصدمة ناتجة عن تفكك النيزك بسبب سرعته العالية، ومن الممكن وليس مؤكدًا أن أجزاءً صغيرة منه قد وصلت إلى سطح الأرض بعد احتراق معظمه في الهواء، كما حدث في حالات مشابهة حول العالم.

أما بالنسبة للون الأزرق والأبيض فيمكن أن يلعب التركيب السائد للنيزك دورًا مهمًا في الألوان المرصودة للكرة النارية مع بعض العناصر التي تعطي ألوانًا مميزة عند تبخرها، فعلى سبيل المثال، ينتج الصوديوم لونًا أصفر ساطعًا، ويظهر النيكل باللون الأخضر، ويظهر المغنيسيوم باللون الأزرق والأبيض وهو ما شوهد، لكن يمكن أن يكون أيضًا نتيجة لظروف الغلاف الجوي، أو حتى نتيجة للكاميرا – ولكن لعدم توفر تسجيلات من زوايا متعددة للشهاب الساطع، فهذا يجعل هذا التفسير أقل احتمالًا.

من جانبه يقول المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إن زخات الشهب عادة تكون بحجم حصاة أو حبة أرز، تحترق في أعلى الغلاف الجوي قبل اقترابها من سطح الأرض بفترة طويلة، ولكن من حين لآخر، فإن جسمًا أكبر بكثير، يُعرف باسم الكرة النارية، سوف يخترق أعمق في الغلاف الجوي، ويمكن أن يحدث في حالات نادرة، أن يبقى نيزك كبير بما فيه الكفاية سليمًا أثناء انتقاله إلى أسفل الغلاف الجوي، وتؤدي سرعته إلى حدوث دوي صوتي قبل أن يصل إلى سطح الأرض أو يتفكك.

وتابع أن النيازك تدخل إلى الغلاف الجوي الخارجي للأرض وتنتقل من سرعة 40,000 إلى 257,000 كيلومتر في الساعة، وتتباطأ بسرعة لأنها تواجه الاحتكاك من سحب الهواء، يولد هذا الاحتكاك كميات هائلة من الحرارة، ما يتسبب في تبخر النيزك أو احتراقه وتوهجه.

الظاهرة لا يمكن حاليًا ربطها بأي ظواهر فلكية أخرى معينة إضافة لعدم توفر بيانات شبكة محطات علمية للمراقبة، وتسجيل بيانات سقوط الأجسام القادمة من الفضاء، فمن غير المعروف المسار الدقيق الذي سلكته تلك الكرة النارية منذ دخولها الغلاف الجوي حتى تحطمها، لأن تلك البيانات سوف تكشف عن كثير من المعلومات مثل الطاقة التي تحررت عن النيزك، ولكن حسب التقديرات فقط فإن طاقته في أبعد الحدود لم تكن كبيرة، ويتوقع أن ذلك النيزك ربما يكون وزنه عشرات الكيلوغرامات وهذا حدث صغير.

ولفت إلى أنه عادةً ما يضع التسخين الاحتكاكي ضغطًا كافيًا على النيزك بحيث ينفجر قبل أن يصطدم بالأرض، ما ينتج عنه تناثر شظايا أصغر بكثير تسمى الأحجار النيزكية، و”بشكل عام هذا الحدث ليس نادرًا حيث تحدث آلاف الكرات النارية في الغلاف الجوي للأرض يوميًا، لكن معظمها يحدث فوق المحيطات والمناطق غير المأهولة في حين بعضها الآخر “محجوب بضوء النهار”.

في سياق متصل، قال الدكتور خالد صالح الزعاق، مقدم فقرة (تقويم) على قناة العربية، إن النيزك الذي شوهد ليلة البارحة على نطاق واسع، لو ضرب الأرض لأعدم ربعها.

وتابع أن النيزك، مر على الغلاف الغازي العلوي للأرض، موضحًا أن احتكاكه بالأكسحين ولد لهبه الأخضر في رحلته الكونية، «فحاله كحال المذنبات».

من جانبه أوضح الباحث الفلكي ملهم الهندي، أن ما تم مشاهدته في محافظة الدوادمي وبعض أنحاء منطقة القصيم عند منتصف ليلة البارحة، من سقوط جرم من السماء وإشعاعه بلون أخضر واستمر لعدة ثوان، يسمى علميًا بالكرة النارية.

وقال الهندي لـ”عاجل”: يتضح من المقطع المتداول الذي تم تصويره في الدوادمي من داش كام في سيارة، أن اتجاه الجرم وهيئته تؤكد أنه نيزك احترق في الغلاف الجوي للأرض قبل وصوله لسطحها ويسمى علميًا بالكرة النارية، مشيرًا إلى أن النيزك عبارة عن صخور فضائية يكون حجمها قريب من حجم كرة القدم عندما تدخل الغلاف الجوي، ونتيجة السرعة الهائلة يؤدّي الاحتكاك بالهواء لرفع درجة الصخرة واحتراقها قبل وصولها للأرض، وعادة يصل للأرض الغبار أو قطع صغيرة جدًا من هذه النيازك.

وأكد الهندي أن هذا الحدث يتكرر دائمًا في جميع أنحاء العالم ولا يمكن التنبؤ بمكان وزمان حدوثها، لكونها صخور صغيرة الحجم يصعب تتبعها ورصدها عبر التلسكوبات، لافتًا إلى أنه مع زيادة الكاميرات في المجتمع سواء في السيارات والبيوت للمراقبة أصبح رصدها متزايدًا في الآونة الأخيرة.

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>