من المقرر أن يصبح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي أول رئيس في تاريخ فرنسا المعاصر يُسجن، بعد صدور حكم قضائي بحبسه خمس سنوات على خلفية اتهامه بالتآمر الجنائي وتمويل حملته الانتخابية لعام 2007 بأموال ليبية.
ومن المنتظر أن يبدأ ساركوزي تنفيذ العقوبة اليوم الثلاثاء داخل سجن “لا سانتيه” بالعاصمة باريس، وهو أحد أعرق السجون الفرنسية الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، واحتُجز فيه عدد من أبرز الشخصيات عبر التاريخ، من بينهم الضابط ألفريد دريفوس، الذي أُدين خطأ بالخيانة، والمسلح الفنزويلي الشهير كارلوس الثعلب.
ورغم إصراره على براءته، قال ساركوزي في تصريحات لصحيفة لو فيغارو إنه يتوقع قضاء عقوبته في زنزانة انفرادية لأسباب أمنية، مع احتمال نقله إلى القسم المخصص لـ”النزلاء المعرضين للخطر”، المعروف شعبيًا باسم قسم الشخصيات المهمة.
ويُعد هذا الحكم سابقة في التاريخ القضائي الفرنسي، إذ قررت محكمة باريس أن يبدأ الرئيس الأسبق تنفيذ عقوبته قبل البت في طلب الاستئناف، نظرًا لما وصفته المحكمة بأنه “خطورة الاضطراب الذي ألحقه الفعل بالنظام العام”.
ويُذكر أن قضية التمويل الليبي تُعد من أكثر القضايا السياسية والجنائية إثارة للجدل في فرنسا خلال العقدين الماضيين، إذ ما زال ساركوزي ينفي تلقيه أي أموال من نظام العقيد الراحل معمر القذافي.