في كل مرة تُقام فيها مباراة كبرى، تتغير ملامح الأيام، ويتحوّل الحماس المشروع إلى ما يشبه معركة علنية بين المشجعين.
نتابع المباراة وكأنها تقرر مصائرنا، ونعلّق آمالنا على فوز قد يغيّر مزاجنا، لكنه لا يغيّر حياتنا. كرة القدم، هذه اللعبة التي جمعت الملايين على شغفها، تحوّلت عند البعض إلى مصدر قلق وتوتر، وصارت النتيجة سببًا في تعكير صفو العلاقات، وربما خسارة أعمق من مجرد مباراة.
لكن، قبل أن نبالغ في الانتماء، ونتماهى مع فريق لا يعرف أسماءنا، لنتساءل بصدق:
للمشجع المتعصب: ماذا تستفيد لو فاز فريقك المفضل؟ وماذا تخسر لو هُزم؟
هل ستتغير حياتك للأفضل؟ هل ستُمنح ترقية أو مكافأة؟ هل ستنتهي مشاكلك الشخصية؟
في الواقع، في أفضل الأحوال، سيرتفع لديك السيروتونين، ستنتشي فرحًا لساعات، وربما تنام ليلتك سعيدًا، ثم تستيقظ لتواجه حياتك كما هي، دون أي تغيير حقيقي.
لكن ماذا لو خسر؟
بالنسبة للمشجع المتعصب، الهزيمة ليست مجرد خسارة مباراة، بل ضربة لمزاجه وصحته. الصداع، التوتر، ارتفاع الضغط، وربما مشاجرات مع الأصدقاء أو أفراد العائلة. وبعضهم – إن زاد تعصبه – قد ينهار نفسيًا، أو يتعرض لأزمة قلبية أو جلطة، وكل هذا من أجل كرة تُركل بين أقدام اللاعبين الذين، بالمناسبة، قد يتبادلون التهاني والابتسامات بعد المباراة، بينما يظل هو غارقًا في غضبه وحزنه.
شجّع فريقك، استمتع بالمباريات، افرح، تحمس، ولكن لا تتجاوز الحد.
كرة القدم وُجدت للمتعة، لا لتكون ساحة معارك أو سببًا لخسارة صحتك وعلاقاتك.
لا تجعل انتماءك لنادٍ يفوق انتماءك لوطنك أو لقيمك.
في النهاية، الرياضة مجرد جزء من الحياة، لا الحياة كلها.
ماشاءالله يا أستاذ كلام هادف و مفيد أستمر يا أستاذ
الرياضة جزء من الحياة، لا الحياة كلها