ثريا الذرمان تكتب: يوم التأسيس صناعة مجد لا تنتهي 

صناعة المجد ليس هدفًا بعيد المنال، بل هو نتيجة طبيعية لعمل دؤوب، وتخطيط سليم، وإصرار على تحقيق الأهداف. إنه رحلة تتطلب خطوات ثابتة، وجهدًا متواصلًا، ورؤية واضحة ،خطوات نحو صناعة المجد.

التأسيس ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو احتفاء بصناعة المجد الذي بدأ منذ ثلاثة قرون، هذا اليوم يمثل جذورًا راسخة وقصة كفاح وتضحيات، وهو بمثابة استلهام لروح العزيمة التي مكنت الأجداد من بناء دولة قوية ومستقرة.

صناعة مجد الوطن هل هي مسؤولية فردية أم مسؤولية جماعية ؟

كيف استطاعت المملكة العربية السعودية الاستدامة في صناعة المجد ؟

كيف يمكن للشباب السعودي أن يساهم في صناعة المجد للوطن، مستلهمًا روح المبادرة والقيادة التي تحلى بها الملك عبد العزيز؟

كيف يمكن للجيل الحالي أن يحافظ على الإرث التاريخي والثقافي الذي تركه الملك عبد العزيز، وفي الوقت نفسه يواكب التطورات الحديثة؟

ما هي الطرق التي يمكن من خلالها نقل قيم ومبادئ الملك عبد العزيز إلى الأجيال القادمة؟

كيف يمكن للجيل الحالي أن يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في المملكة، بما يتماشى مع رؤية الملك عبد العزيز في بناء دولة مزدهرة ومستقرة؟

صناعة مجد المملكة العربية السعودية هي مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمجتمع والدولة . ولا يمكن بناء مجد الأوطان دون البدء ببناء مجد الإنسان والفرد. فالأوطان ليست مجرد حدود جغرافية ، بل هي مجموع الأفراد الذين يعيشون فيها ،فعندما يزدهر الفرد يزدهر الوطن.

يساهم الفرد في صناعة المجد لنفسه ولوطنه من عدة جوانب لتحقيق التنمية المستدامة ، وتشكل أساساً قوياً للنجاح والتقدم بأن يكون قادر على تحديد أهدافه وطموحاته ، ولديه رؤية واضحة لمستقبله ويعمل على تطوير نفسه باستمرار من خلال اكتساب المعرفة والمهارات ، والعمل بجد وإخلاص وإتقان في كل ما يقوم به ، التحلي بالقيم والأخلاق الحميدة والتمسك بالهوية الوطنية ، والمساهمة في نشر الوعي والثقافة الإيجابية عن مجتمعه ، الالتزام بالقوانين والأنظمة التي تحكم وطنه ، تمثيل الوطن خير تمثيل خاصة عند السفر إلى الخارج بحيث يعكس صورة إيجابية لوطنه .

تواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها نحو صناعة المجد لوطنها وشعبها، مستلهمةً رؤية الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، ومستندةً إلى إرثه العظيم وتعد رؤية 2030 خارطة طريق شاملة لتحقيق ذلك.

تاريخها حافل بالمبادرات المحلية و الإقليمية التي ساهمت في صناعة المجد ومن أهم المشاريع الكبرى التي جعلتها مركزاً عالمياً للابتكار والتطور مشروع نيوم الذي يهدف إلى بناء مدينة ذكية حديثة، تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة، ومشروع البحر الأحمر الذي يهدف إلى تطوير منطقة ساحلية لتكون وجهة سياحية عالمية، تجذب السياح من جميع أنحاء العالم. ومشروع القدية إلى بناء مدينة ترفيهية ضخمة، تكون وجهة ترفيهية رئيسية في المنطقة.

كما تلعب المملكة العربية السعودية دوراً إقليمياً ودولياً و قيادياً تسعى إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وحل النزاعات بالطرق السلمية ، منها مبادرة السلام العربية التي طرحها الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي تهدف إلى تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط ، كما بذلت جهوداً دؤوبة في مكافحة الإرهاب، والتصدي للتطرف، من خلال التعاون مع الدول الأخرى، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتجفيف منابع تمويل الإرهاب. كما تقدم مساعدات إنسانية سخية للدول المحتاجة في المنطقة، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يقدم الدعم للمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية.

ومن أهم الطرق التي يمكن من خلالها ترسيخ قيم ومبادئ الملك عبدالعزيز تنظيم محاضرات وندوات في المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية، تتناول حياة الملك عبد العزيز وإرثه، وتسلط الضوء على أهمية الاقتداء به في بناء الوطن. إطلاق مسابقات ثقافية وفنية حول شخصية الملك عبد العزيز، وتنظيم أنشطة طلابية تعرف الطلاب بإنجازاته وتراثه ، وقيمه ومبادئه ،إنتاج برامج تلفزيونية وإذاعية وثائقية ودرامية بجانب إنتاج أفلام وثائقية تعريفية بشخصية الملك عبد العزيز، تسلط الضوء على أهمية إنجازاته في توحيد المملكة وتأسيسها ، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر محتوى مرئي ومسموع ومقروء، يعرف الأجيال الشابة بالملك عبد العزيز وإرثه.

رواية قصص الملك عبد العزيز للأبناء في المنزل، لتعريفهم بصفاته وقيمه، وغرس حب الوطن في قلوبهم. وتقديم الملك عبد العزيز كقدوة حسنة للأبناء، وتعريفهم بأخلاقه الرفيعة، وصفاته القيادية، وإنجازاته العظيمة، تأليف القصص المصغرة المبسطة بطريقة جاذبة عن بطولات الملك عبدالعزيز بحيث يسهل على القارئ الصغير فهمها، تصميم تطبيقات والعاب الالكترونية تبين الدور الريادي والبطولي لمؤسس المملكة العربية السعودية بحيث تكون هذه الألعاب عبارة عن مراحل تمثل مراحل الدولة السعودية والمعارك التي خاضها الملك عبدالعزيز بجانب تدعيم الألعاب بالازدهار والتطور الذي شهدته المملكة.

تأسيس الملك عبد العزيز آل سعود الدولة السعودية يعطي دروساً عظيمة في القيادة ونبراسًا يضيء لنا الطريق نحو صناعة المجد في كل زمان ومكان. أولها وحدة الهدف والرؤية الذي آمن به وهو توحيد أراضي الجزيرة العربية تحت راية واحدة، تميز الملك عبد العزيز بإرادة لا تلين وعزيمة قوية، حيث لم تثنه الصعاب والتحديات عن تحقيق هدفه. وتحلى بالحكمة يعرف كيف يدير الأمور بحنكة ودهاء ويمتلك القدرة على كسب قلوب الناس وتوحيدهم حوله.

لم تكن إنجازات الملك عبد العزيز وليدة الصدفة، بل كانت نتيجة تخطيط استراتيجي دقيق. كان يدرس الأوضاع جيدًا، ويضع الخطط المناسبة لكل مرحلة. قدرته على التواصل الفعال مع جميع أفراد شعبه، وكان يستمع إليهم ويتفهم مشاكلهم، هذا التواصل الفعال ساعده على كسب ثقة الناس وولائهم، حرصه على تطبيق العدل والمساواة بين جميع أفراد شعبه، وهذا ما ساهم في تحقيق الاستقرار والازدهار في البلاد.

لم يكتف الملك عبدالعزيز بتوحيد البلاد، بل عمل أيضًا على تطويرها وتحديثها في مختلف المجالات. كان يدرك أهمية العلم والتكنولوجيا في بناء دولة قوية. يتمتع مؤسس المملكة بقدرة كبيرة على استغلال الفرص المتاحة، وهذا ما ساعده على تحقيق إنجازاته.

أن صناعة المجد في المملكة العربية السعودية ليست مجرد شعار، بل هي واقع ملموس يتحقق بفضل رؤية قيادتها الرشيدة، وجهود أبنائها المخلصين. المملكة اليوم، وهي تواصل مسيرتها نحو تحقيق رؤية 2030، تضرب أروع الأمثلة في التنمية الشاملة، والتقدم الحضاري، وتعزيز مكانتها الدولية. إن المجد الذي تصنعه المملكة هو مجد مستدام، يرتكز على قيم أصيلة، وتراث عريق، وطموحات لا تعرف الحدود. إنه مجد يصنعه أبناء الوطن بسواعدهم وعقولهم، يستلهمون في ذلك إرث الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، الذي وضع الأسس المتينة لهذا الكيان الشامخ. إننا على ثقة بأن المملكة العربية السعودية، وهي تسير بخطى واثقة نحو المستقبل، ستواصل صناعة الأمجاد، وستبقى منارة للعالم، وقدوة في التنمية والازدهار.

مجدُ الأجدادِ يروي لنا قصةَ كفاحِ

وصبرٍ وعزيمةٍ وإصرارٍ ونجاحِ

في يومِ التأسيسِ نستذكرُ بطولاتِهم

ونُجددُ العهدَ على مواصلةِ مسيرتِهم

سنبني وطنًا يليقُ بأمجادِهم

ونرفعُ رايةَ العزِ عاليًا بأفعالِهم

فيا وطني لكَ منا كلُ الفخرِ

سنبقى لكَ حصنًا وسورًا مدى الدهرِ