نظم مركز الأمير عبدالمحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية، ندوته الدولية الحادية عشرة -عن بُعد- تحت عنوان “تحديثات الهوية والتربية والتعليم لدى الطفل في العالم الافتراضي والذكاء الاصطناعي التوليدي”، التي أقيمت يومي السبت والأحد الماضيين، برعاية سمو الأميرة الدكتورة سارة بنت عبدالمحسن بن جلوي رئيسة المركز.
وشارك في الندوة باحثون وأكاديميون من الدول العربية، من مختلف التخصصات العلمية، حرصت أوراقهم البحثية المحكمة على مقاربة “تحديات الهوية والتربية والتعليم لدى الطفل في العالم الافتراضي والذكاء الاصطناعي التوليدي” من خلال اتسامها بالأكاديمية في الدراسة، وبالعلمية في البحث، وبالشجاعة في الطرح، والجرأة في العرض، والموضوعية في الرأي، والحيادية في الموقف، وهو ما مكن من خلق نقاش علمي للأفكار والرؤى، انتهى إلى ضرورة التذكير المستمر بحتمية إيجاد منظومة تعليمية ومجتمعية وقانونية وأخلاقية وحقوقية تحفظ هوية الطفل وحقه في التعلم الفعال، والاستفادة الحكيمة من إيجابيات العالم الافتراضي والذكاء الاصطناعي، مؤكدةً الاهتمام بقضايا التربية والتعليم والتقنية، وتقديم مقاربات بحثية دقيقة وتربوية ناجعة.
وأوصت الندوة في ختامها بتشجيع حركة الأبحاث البينية العابرة للتخصصات، والسعي البحثي الجاد لبناء نماذج تفسيرية لظاهرة الذكاء الاصطناعي التوليدي في السياق التعليمي والتربوي؛ تنسجم مع خصوصياتنا الدينية والحضارية والثقافية والوطنية، وتعميق حركة البحث العلمي من أجل أخلقة الذكاء الاصطناعي؛ وفق المنظور القيمي الإسلامي، مع السعي لبلورة مقاربات بحثية عربية إسلامية ملائمة، ترتقي لتكون بمثابة مراشيد (بارادايمات) ملهمة للتربية والتعليم، تنظيراً وتطبيقاً، وبناء مقاربات تربوية شاملة ناجعة، والاستمرار في عقد الندوات العلمية حول الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقاته وتأثيراته وتحدياته، على المستوى العربي والإسلامي، وتخصص بعض المؤسسات البحثية والتربوية في إنتاج تطبيقات تعليمية ملائمة للطفل العربي المسلم، توظف فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوليده عبر أجياله المتعاقبة؛ وفق المقاربات الأخلاقية المعتمدة.
كما أوصت بضرورة العمل على وضع برامج للإرشاد الأسري وبرامج تعليمية تهدف إلى توعية الأطفال بالمخاطر المحتملة في العالم الافتراضي، والسعي لإنضاج الأبحاث التجريبية في المؤسسات البحثية في العالمين العربي والإسلامي، بما في ذلك الدراسات حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتأثيراته الإيجابية والسلبية على حد سواء، ونشر هذه الأبحاث في المجلات العربية والدولية، ودراسة التجارب الدولية الناجحة بغية الإفادة منها في تحسين السياسات والإستراتيجيات والممارسات التعليمية والتربوية، وتثمين جهود الدول العربية التي أصدرت تشريعات للحد من الجريمة في الفضاء السيبراني ومكافحة الاستعمالات غير الأخلاقية وغير القانونية للذكاء الاصطناعي، وحماية الأطفال بوصفهم طرفاً ضعيفاً في هذا الفضاء، مع السعي لدراسة هذه التشريعات وتطويرها وتأثيثها بآليات تضمن حسن التطبيق وصرامته.
يذكر أن الندوة شهدت تتويج مجموعة من الباحثين بجوائزها التي بلغت حوالي 5000 دولار، لفوزهم بعدد من البحوث المطروحة.
مركز الأمير عبدالمحسن بن جلوي للبحوث ينظم ندوة “تحديثات الهوية”
التعليقات: 0