ناقشت عضو نادي فكر الثقافي وعضو مجموعة كلنا رسامون الفنانة التشكيلية إيثار بوخمسين رواية “ثلاثية غرناطة” الحاصلة على عدة جوائز أدبية للكاتبة المصرية رضوى عاشور، ضمن سلسلة لقاءات ثقافية ينظمها نادي “فكر” للقراءة في الأحساء.
وأوضحت “بوخمسين” لـ “الواحة نيوز” أن “ثلاثية غرناطة” هي ثلاثية روائية تتكون من ثلاث روايات مصنفة ضمن أفضل 100 رواية والأكثر قراءة في القرن المنصرم، تدور أحداثها في مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية في الأندلس، وتحديدًا بعد سقوط غرناطة عام 1492 ميلادي.
وعن سبب اختيارها للرواية قالت “بوخمسين”: هي حكاية تاريخ مكتوب بدموع المهمشين، ولا يعنيني هنا أمجاد الحروب والسلطة بقدر ما يعنيني الإنسان، وفي هذا إنجاز لهذه الرواية، هي حكاية عن الحب، العائلة، الوطنية، الوفاء، التغريب، والسلام المتواري بين الضلوع.
وأضافت عمدت الكاتبة “رضوى” على كتابة أحداث الرواية على ثلاثة أجزاء، هم: غرناطة، مريمة، والرحيل، سلطت الضوء في كل جزء على تفاصيل تلك المرحلة بأحداثها وتفاصيلها.
تناولت الكاتبة في الجزء الأول “غرناطة”، ما تعرضت له عائلة أبو جعفر الوراق ومن معهم من المسلمين المقيمين في حي البيازين في مدينة غرناطة، من ظلم واستبداد طال جميع تفاصيل حياتهم، فشرد منهم من شرد وسجن من سجن واحرق من احرق بلا ذنب أو جناية.
أما في الجزء الثاني “مريمه” تناولت الكاتبة قصة مريمه التي تعيش ومن معها من المسلمين زيادة التضيق والقمع والجور حتى ماتت في نهاية هذا الفصل مقهورة بعد طردها من بيتها وبلدها غرناطة.
وفي الجزء الثالث “الرحيل” تطرقت الكاتبة إلى حكاية “علي” حفيد مريمه الذي طرد من بيته في حارة البيازين بغرناطة، وانطلق هائمًا على وجه من أرض إلى أرض، حتى جاء قرار نفي جميع العرب والمسلمين إلى خارج أراضي الأندلس، وأختار “علي” الموت في غرناطة على الرحيل، لأنه يرى الموت في الرحيل وليس في البقاء.
وفي مداخلة حول الهوية، قال عصام البقشي: الإنسان عبد لما تعود وعدو لما جهل، البعض حتى وإن سافر إلى مدينة البندقية الإيطالية يحاول الرجوع إلى ما تعود عليه، يبحث عن طبق الأرز العربي التقليدي “المندي” أو طبق الكبسة، لا يريد التغير أو التجديد، ولا يريد الاطلاع على ثقافة الآخر.
وأضاف “البقشي” نسافر إلى الخارج ونحمل معنا عاداتنا وتقاليدنا وحتى أذواقنا في الأكل، بينما أحد فوائد السفر إلى الخارج هو التعرف على ثقافة الآخر، وتجربة مأكولاتهم ومشاهدة شوارعهم والسكن في أكثر من فندق لرؤية كيف يعيشون.
وحول العنصرية قالت زينب بنت عبدالله بوخمسين: أن العقل الإنساني متحيز بطبيعته و يُخضع جميع الأشياء من حوله إلى تصنيفات مسبقة، حيث أن منطقة معالجة الأمور المألوفة في الدماغ تختلف عن منطقة معالجة الأمور الغير مألوفة، وهذا يقودنا إلى حقيقة التحيز التي من الممكن أن ترقى حتى تكون عنصرية وحكم مسبق على الأشياء إذا لم يهذبها الإنسان في داخله، كما أن العنصرية هي امتداد لغريزة البقاء البدائية في الإنسان تحت مبدئ البقاء للأقوى ولذلك يسعى الإنسان للتصنيف العنصري لإثبات قوته وبقائه.