“نحالة” من الأحساء تفرض نفسها على خارطة المجال.. وعسل السدر الأحسائي يحقق ذهبية باريس 2023

حسن العلي

ان تجد رجل يهوى تربية النحل فالأمر ضمن نطاق الاعتياد، ولكن أن تجد امرأة تهوى تربية النحل وتمتهنها حتى الإبداع فالأمر مختلف… مريم بنت يوسف غيرت مفاهيم المهنة وأصبحت إسم يشار له بالبنان في هذا المجال.
“الواحة نيوز” التقتها في هذا الحوار لإلقاء الضوء على مجالها وهوايتها بشكل أكبر :

ما هي الصعوبات والمشاكل التي واجهتكم في المهنة ؟ وكيف تم التغلب عليها ؟

أتحدث عن كوني امرأة وزوجة وأم وربة منزل بالتالي الصعوبة تكون في المتابعة المستمرة للمنحل مع ذلك تأتي أوقات من السنة لا يحتاج النحل فيها إلى متابعة شهرية وأغلب أوقات السنة المتابعة الأسبوعية أو النصف شهرية تكفيه أما الصعوبة الحقيقية بنظري فهي في متطلبات القوة العضلية فشغل النحل كما وصفه دكتورنا المصري “شغل عتالة يحتاج لقوة عضلية ” لذلك أستعين بعامل لرفع الخلايا عند نقلها .

ما هو دور وزارة الزراعة في دعم النحالين ؟
تقدم حكومة خادم الحرمين الشريفين متمثلة في وزارة الزراعة دعم كبير للنحالين سواء عن طريق برنامج ريف أو برنامج دعم الخلايا العضوية وكله دعم مادي غير مسترد القيمة وكذلك قروض تخضع لشروط مبسطة ، بالإضافة إلى الدعم الفني المستمر سواء بالكشف الميداني أو الدورات والندوات التوعوية والتثقيفية في مجال تربية النحل.

ما هي أنواع العسل التي يتم إنتاجها في محافظة الأحساء ؟
الأحساء مشهورة خصوصًا بعسل السدر الأحسائي ذو الطعم والرائحة المميزة وقد حصل أحد الزملاء على الميدالية الذهبية لجوائز العسل لهذة السنة المقام في باريس 2023 على مستوى العالم ( سدر الأحساء ) وهذا يكفي للدلالة على جودة عسل السدر الأحسائي .

هل توجد جمعية تعتني بالنحالين في الأحساء ؟
نعم تم إنشاء جمعية النحالين بالأحساء وأنا عضو فيها مؤخراً بجهود مشكورة من القائمين عليها ونأمل من الله العلي القدير أن تكون بوابة خير لعموم النحالين في المنطقة كما ستكون ممثلة لنحالي الأحساء في المحافل المختلفة .

هل لتربية النحل جدوى إقتصادية ؟
لا شك أن النحل كائن مهم في التكوين البيئي عمومًا وهي بتلك الأهمية التي حملت أحد العلماء إلى القول “أن بموت آخر نحلة يبدأ انقراض الجنس البشري “وذلك لدوره المهم في تلقيح العديد من الأشجار والأزهار المختلفة ، ناهيك عن مايخرج من بطونها من شراب فيه شفاء للناس كما وصف المولى عز وجل فإذا أردنا التحدث عن الجدوى الإقتصادية سنتحدث عن إقتصاد زراعي وتجاري وطبي وقد نتحدث عن إقتصاد دول كما هو معروف أن بعض الدول تعتمد في اقتصادها على إنتاج العسل وتصديره .

هل تنصحي بمزاولة المهنة ؟
كل من لديه أو لديها المقدرة والشغف فليتقدم فالميدان رحب والمهنة ممتعة و إن كانت تحمل بعض المشقة .

هل توجد ملتقيات خاصة بالنحالين ؟
كما أسلفت فإن جمعية النحالين في الأحساء لاتزال وليدة لكن نأمل أن يفعل دورها بأقصى سرعة لتخدم نحالي الأحساء فنحن الحقيقة متأخرين عن باقي مناطق المملكة .

هل شاركتم في مسابقات لإنتاج العسل من قبل ؟
للأسف لم يحالفني الحظ بعد لكن آمل أن يكون ذلك قريبًا إن شاء الله .

هل الأحساء بيئة مناسبة لتربية النحل ؟
كل بيئة زراعية هي بيئة مناسبة لتربية النحل فما بالك إن كنا نتحدث عن أكبر واحة زراعية على وجه الأرض لاشك أنها أكثر من مناسبة مع وجود التشكيك الغريب والعجيب من بعض الناس في قدرة أرضنا على إنبات أشجار عاسلة مناسبة للنحل .

ما نوع النحل الذي تقومين بتربيته ؟
مصري أو بلدي
لدي النوعين حقيقة لكن في الفترة الأخيرة أحاول إحلال ملكات بلدية بدل المصري الهجين لما ثبت من قدرته على تحمل ظروف البيئة سواء صيف أو شتاء مع بعض المزايا الأخرى التي تحمل النحال على تربيته كالهدوء وعدم الشراسة .

ما نوع التغذية التي تقدمينها للنحل
طبيعية أو عن طريق العجائن أو السكر ؟
أنا أتبع نظام الطبيعة (نظام أبو سلمان) ومع هذا النظام والحمدلله لا أحتاج إلى إضافة عجائن أو تغذية سكرية مستمرة قد يلجأ النحال أحيانًا إلى إضافة التغذية التنشيطية بداية الموسم أو عند تغيير المرعى لكن ذلك لا يتعدى بأي حال من الأحوال ثلاثة أيام بالنسبة لي لا أرى إقبال النحل على التغذية السكرية مع النظام ووجود المرعى المناسب .

كلمة أخيرة
الصعوبة الحقيقة التي تواجه نحالي المنطقة عمومًا ليس عدم وجود المراعي كما يظن البعض بل وجود المبيد بكميات مهولة تقتل النحل وتتسبب في القضاء عليه.