كشفت دراسة سعودية حديثة، أعدها د. عبدالعزيز السماعيل من جامعة الملك فيصل و د. ناهض العودة من وزارة التعليم – إدارة تعليم الأحساء، عن أن الوعي الرقمي والوعي المعلوماتي يشكّلان ركيزة أساسية لتعزيز جودة الحياة التعليمية لدى طلاب المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية، بما يتسق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في مجال التحول الرقمي والارتقاء بجودة التعليم.
ونُشرت نتائج الدراسة في المجلة الدولية Journal of Statistics Applications & Probability، بعد أن تناولت بالعينة والتحليل أثر الوعي الرقمي والوعي المعلوماتي على جودة الحياة التعليمية لدى 391 طالبًا وطالبة من مختلف مناطق المملكة، مستخدمةً في ذلك أسلوب نمذجة المعادلات الهيكلية (SEM-PLS)، وهو أحد أبرز الأساليب العلمية الحديثة في التحليل الإحصائي.
أبرز النتائج
• أظهرت الدراسة أن طلاب المرحلة الثانوية في المملكة يمتلكون مستويات مرتفعة من الوعي الرقمي والوعي المعلوماتي وجودة الحياة التعليمية.
• لعبت المنصات الوطنية مثل “مدرستي” و “نور” و “جسور” دورًا محوريًا في تسهيل الوصول إلى الموارد التعليمية، وخلق بيئات تعلم تفاعلية وشخصية، وتمكين الطلاب من الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الرقمية للتعلم المستقل.
• أسهمت هذه المنصات في تعزيز الرضا الطلابي، ورفع مستوى المشاركة الأكاديمية، ودعم الصحة النفسية والاجتماعية للطلاب داخل المدرسة وخارجها.
الذكاء الاصطناعي كدعامة للتعليم المستقبلي
أكد الباحثان أن نتائج الدراسة تتناغم مع التوجه العالمي والمحلي نحو اعتماد منهجيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، سواء في المدارس أو الجامعات، حيث تتيح هذه التطبيقات فرصًا واسعة لتحليل أنماط التعلم، وتخصيص المحتوى بما يتناسب مع احتياجات الطلاب الفردية، فضلًا عن توفير دعم أكاديمي ونفسي ذكي يسهم في تعزيز التفكير النقدي والإبداعي.
الاستنتاجات والتوصيات
• الوعي الرقمي والوعي المعلوماتي عاملان حاسمان في تحسين جودة الحياة التعليمية.
• أهمية دمج هذه المهارات بشكل تكاملي في المناهج التعليمية، مع تركيز خاص على الصف الأول الثانوي للحد من فجوة الانتقال بين المراحل.
• ضرورة الاستفادة من النتائج في تطوير السياسات التعليمية الوطنية، بما يعزز التحول الرقمي ويضمن مواءمة التعليم مع متطلبات سوق العمل العالمية.
• تشجيع الدراسات المستقبلية لقياس العلاقة بين هذه المهارات ومؤشرات الأداء الأكاديمي والسلوكي لدى الطلاب.
رسالة وطنية
تعكس هذه الدراسة التزام المملكة بمواصلة الاستثمار في التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي لتعزيز جودة التعليم، وإعداد جيل رقمي مؤهل قادر على المنافسة عالميًا، بما يتماشى مع تطلعات رؤية السعودية 2030.