أكد تقرير صادر عن مؤتمر التعدين الدولي، الذي تنظمه وزارة الصناعة والثروة المعدنية، أن المملكة مؤهلة لتكون وجهة التغيير التي يحتاجها العالم للتحول للطاقة المتجددة.
وقال رئيس معهد شركاء التنمية وشركة كلاريو الاستشارية، بيتر براينت، إن التقرير تناول جهود المملكة في العمل على إعادة بلورة قطاع التعدين وتعظيم مساهمته في المجتمع؛ من خلال تسليط الضوء على الابتكارات والقرارات التي ستدعم قطاع المعادن في المستقبل، وعلى دور المعادن الحاسم في الوصول إلى اقتصاد منخفض الكربون.
وأوضح أن المملكة تمتلك مخزونا من المعادن تقدر قيمته بنحو 5 تريليونات ريال، وهي لديها فرصة فريدة لتبني الابتكارات التي ستدعم قطاع المعادن، بالإضافة إلى إمكانية التواصل مع ذوي العلاقة بالقطاع، من مستثمرين ومجتمعات، وإقناعهم بأهمية الاعتماد على المعادن الاستراتيجية لتقليل انبعاثات الكربون.
وأضاف أن التقرير أظهر أن قطاع المعادن في المملكة يستوعب الأفكار والدروس المكتسبة من استراتيجيات تعدين ناجحة مماثلة حول العالم.
ودعا إلى تغيير النظرة للتعدين باعتباره “مانحًا” أكثر منه “آخذًا”، إذ يجب أن تتخذ خطوات أكبر تُظهر للمجتمعات والحكومات وذوي العلاقة كيف تفيد هذه الصناعة المجتمعات، بالإضافة إلى ضرورة العمل على بناء الثقة مع المجتمعات المحلية، بدلاً من اعتماد نهج “مقاس واحد يناسب الجميع”.
وذكر التقرير أن مستقبل خفض الانبعاثات الكربونية لن يتحقق بدون إنتاج المعادن بصورة كبيرة، إذ سيرتفع الطلب العالمي على “المعادن الاستراتيجية” مثل الليثيوم والجرافيت والنيكل بحلول عام 2050، لافتًا إلى أهمية توعية وتثقيف الجمهور والمجتمعات المتشككة بأهمية قطاع التعدين، على اعتبار أن جميع المواد الخام اللازمة لتشغيل سياراتهم وشاحناتهم الكهربائية، وهواتفهم الذكية، والبطاريات القابلة لإعادة الشحن، تأتي جميعها من المعادن.
يذكر أن النسخة الثانية من مؤتمر التعدين الدولي، ستعقد خلال الفترة من 10 إلى 12 يناير 2023، بمشاركة وزراء وممثلي حكومات عدد من الدول وقادة الاستثمار ورؤساء كبرى شركات التعدين وخبراء ومختصين تقنيين في هذا المجال.