بعد أيام من الإعلان عن أن تقنية المحادثة بالذكاء الاصطناعي “شات جي.بي.تي”، تستطيع التعامل مع الاختبارات الأكاديمية لطلبة دراسة الطب، إلا أنها سجلت فشلاً ذريعًا عندما فشل في الإجابة على أسئلة امتحانات السادس الابتدائي بسنغافورة حيث حقق 16 في المئة في الرياضيات و21 في المئة في العلوم.
وطُلب من الروبوت الإجابة على أسئلة من الامتحانات النهائية للمدارس الابتدائية (PSLE)؛ وهي اختبارات يتعين على جميع الأطفال في سن 12 عامًا في سنغافورة اجتيازها، بهدف تحديد المدارس الثانوية التي سيتوجب على الطلاب الذهاب إليها بعد المرحلة الابتدائية.
وتم طرح أسئلة امتحانات للأعوام 2020 و 2021 و 2022 في مواد الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية. وحقق الروبوت ما معدله 16 من أصل 100 علامة في ثلاث أوراق اختبارات في الرياضيات، وفقًا لصحيفة “ستريتس تايمز”.
عدم فهم الأسئلة
خلال الاختبار، لم يستطع الروبوت فهم أو الإجابة على أي من الأسئلة بشأن الرسوم البيانية، ولم يحقق أي علامة بهذه الأسئلة. وفقًا لموقع “سكاي نيوز عربية”.
كما أخفق في العمليات الحسابية بجمع عدد من الأرقام؛ فعندما طرحت عليه مسألة حسابية بسيطة وهي جمع حاصل 60.000، 5.000، 400 و3، كان الناتج الحسابي الذي استرشد له الروبوت 65,503، حسبما ذكرت صحيفة “ستريتس تايم”ز، بيد أن الإجابة الصحيحة هي 65.403.
كما ارتكب روبوت الذكاء الصناعي أخطاء فادحة في مادة العلوم، حيث حصل على متوسط 21 من أصل 100 علامة.
وعلى الرغم من أن نظام شات جي.بي.تي” تمكن من اجتياز اختبارات اللغة الإنجليزية، إلا أنه حقق معدلاً هابطًا بحصوله في المتوسط على 11 علامة من أصل 20 في أوراق الامتحانات التي تقدم لها.
اختبار الإنجليزية
وأثناء اختبار الإنجليزية، واجه الروبوت مشاكل جمّة وهذه المرة مع أسئلة ونصوص تحتوي على كلمات بمعاني متعددة.
ومن الأمثلة التي استشهدت بها صحيفة ستريتس تايمز كلمة “Value” أو “قيمة”. إذ تجاهل الروبوت معنى الكلمة في سياق النص، حيث كانت تشير كلمة Value إلى المبادئ الأخلاقية للفرد، بينما كانت إجابته تتمحور حول معنى الكلمة كما لو كانت تعني “القيمة النقدية”.
لكن بعد تقدم الروبوت لذات الاختبارات “اختبارات الإعادة” الاثنين الماضي، تمكن “تشات جي. بي. تي” من النجاح في المواد التي فشل بها.
وتثير عدم قدرة الروبوت الذكي على اجتياز امتحانات الصف السادس الابتدائي في سنغافورة الدهشة – فقد نجح في اجتياز الامتحانات النهائية لكلية وارتون للأعمال، واجتاز الاختبارات في أربعة مساقات في كلية الحقوق، كما تجاوز بكل سهولة امتحان الرخصة الطبية “إجازة الطب” في الولايات المتحدة.
وامتحان الترخيص الطبي الأمريكي هو امتحان قياسي يتكون من ثلاثة أجزاء، على الطلبة اجتيازه حتى يتم السماح لهم بممارسة الطب في الولايات المتحدة، ويقيم الامتحان مدى معرفة الدارسين في أغلب فروع الدراسة الطبية من الكيمياء الحيوية حتى وسائل التشخيص وأخلاقيات علم الأحياء.
ويرى الباحثون أن تكنولوجيا “شات جي.بي.تي” يمكنها أن تحسن التعليم الطبي وتساعد في اتخاذ القرارات التي يتم اتخاذها في أماكن الرعاية الصحية.
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الجامعات الأمريكية تعمل الآن على تجديد نظم الاختبارات بسبب مخاوف من استخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي في الغش.
ويتضمن محور التجديد في الامتحانات المزيد من الاختبارات الشفوية والعمل الجماعي والتقييمات المكتوبة بخط اليد بدلاً من عمليات الإرسال المكتوبة عبر الإنترنت.